بيان صحفي – باريس 8 شباط 2021
المركز السوري للإعلام وحرية التعبير يدين بأشد العبارات اغتيال الكاتب والناشط السياسي لقمان سليم ويدعو لفتح تحقيق دولي مستقل.
ما زالت عقلية كتم الصوت والاغتيالات سائدة ضد الكلمة الحرة والحقيقة في لبنان، ويشكل اغتيال لقمان سليم مؤشر واضح على أن قوى الاستبداد لا رادع لها عن القيام بأي فعل لإسكات الأصوات التي تنتقدها.
لقمان سليم كاتب وناشر وناشط اجتماعي وسياسي مستقل لبناني، محلل سياسي في السياسية اللبنانية والشرق أوسطية. ولد لقمان سليم في حارة حريك في العام 1962 من أب كان محامياً لامعاً ومعروفاً وأم مصرية. درس الفلسفة في جامعة السوربون في باريس وأسس في العام 1990 «دار الجديد للنشر» التي قامت بنشر مجموعة من المقالات والدراسات والترجمات منها ترجمة كتب الرئيس الإيراني الإصلاحي آنذاك محمد خاتمي للمرة الأولى إلى العربية.
في عام 2001 انتقل سليم إلى مجال السينما وأنتج العديد من الأفلام مثل فيلم المقاتل، الذي فاز بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين في مهرجان برلين السينمائي الدولي في العام 2005. كما أنتج سليم مع زوجته الألمانية مونيكا بورغمان فيلمين وثائقيين أحدهما حول مجزرة صبرا وشاتيلا خلال الحرب الأهلية في لبنان، والثاني حول سجن تدمر في سوريا حيث تعرض سجناء لبنانيون للتعذيب. وفي عام 2004 أسس في منزل العائلة في حارة حريك منظمة “أمم للأبحاث والتوثيق” وتقوم المنظمة بإنشاء أرشيف مفتوح للمواد المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي والسياسي في لبنان، وتنظم وتسهل المعروضات للفنانين.
صدر لـ لقمان سليم العديد من المؤلفات والترجمات منها، عود الريحاني على العربيّة – 1998، مفاتيح السجن السوري: مصطلحات من وراء القضبان (إعداد مع آخرين)– 2012، توقيعات لـ إميل سيوران من الفرنسيّة إلى العربيّة – 1991، مدينة السياسة: فصول من تطور الفكر السياسي في الغرب لمحمد خاتمي – تقديم لقمان ورشا سليم – 2000.
وقف لقمان سليم مع الثورة السورية وعمل على دعم جهود أنشطة الحقوقيين السوريين، كما كان مناهضاً للخطاب العنصري ضد اللاجئين السوريين وشارك في العديد من الحملات لدعم حقوقهم.
كان سليم من أشد المنتقدين لـ “حزب الله” حيث تناول أنشطة الحزب وانتهاكاته كثيراً في مداخلاته التلفزيونية، وكذلك تناول الطبقة السياسية الفاسدة بجرأة وشجاعة كبيرتين وتناول قضايا هامة وكبيرة مثل انفجار مرفأ بيروت وغيرها بشكل واسع في نشاطه.
ونتيجة لهذا النشاط تعرض للكثير من التهديدات وحملات الترهيب من جانب موالي الحزب ففي كانون الأول/ديسمبر 2019، تجمع عدد من الأشخاص أمام منزله في حارة حريك، مرددين عبارات تخوين وألصقوا شعارات على جدران المنزل كتب عليها عبارات مثل: “حزب الله شرف الأمة” و”المجد لكاتم الصوت”.
وعلى أثرها نشر لقمان سليم بياناً اتهم فيه من سمّاهم بـ”خفافيش الظلمة” بالقيام بذلك، وحمّل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وحليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري مسؤولية ما جرى و”ما قد يجري” له ولعائلته ومنزله.
ليلة الرابع من شباط 2021 بلغت شقيقته رشا عن اختفائه حيث وجد بعدها في الواحدة ظهراً في سيارته في طريق العودة من إلى بيروت وقد اُغتيل بأربع رصاصات في الرأس وواحدة فى الظهر .
تقول مونيكا بيرغمان زوجة لقمان في تصريح لأحدى وسائل الإعلام: “يستطيعون قتل جسد لقمان ولكن ليس أفكاره، سنستمر أنا وعائلته في مشروعه وإذا ظنوا أني سوف أخاف واستقل الطائرة مغادرة، فعليهم أن ينتظروا لآخر حياتهم”.
إن اغتيال لقمان سليم هو خسارة كبيرة للعدالة والحرية والحقيقة والنضال من أجلهم في لبنان وسوريا، وهو استمرار لسياسة تكميم الأفواه التي تتبعها القوى المسيطرة في البلدين، إن المركز السوري للإعلام وحرية التعبير يدين عملية الاغتيال بأشد العبارات ويعتبرها نتيجة حتمية لسنوات من تكريس الإفلات من العقاب مما يجعل المجرمين مطمئنين ويتابعون ترهيبهم للحقيقة من خلال سلسلة طويلة من الجرائم التي ما زالت تحدث في لبنان وسوريا وتتحمل مسؤوليتها بشكل مباشر سلطات الأمر الواقع في البلدين، ويطالب بفتح تحقيق دولي مستقل بشكل عاجل.