تم الكشف يوم الثلاثاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني عن الفائزين بالنسخة الـ26 لجائزة مراسلون بلا حدود-TV5 MONDE لحرية الصحافة، وذلك خلال حفل التتويج الذي أقيم في إطار المنتدى العالمي من أجل الديمقراطية بمدينة ستراسبورغ الفرنسية. ومن بين المرشحين الـ18 لنسخة عام 2017، منحت لجنة التحكيم الجائزة لكل من الصحفي الاستقصائي البولندي توماز بياتيك والمنصة الإلكترونية التركيةميدياسكوب تيفي والمصور الإيراني سهيل عربي.
ففي فئة الصحفيين، كانت الجائزة من نصيب توماز بياتيك، الصحفي الاستقصائي البولندي العامل في جريدةGazeta Wyborczaest، والذي حوكم أمام محكمة عسكرية في أعقاب شكوى تقدم بها وزير الدفاع أنتوني ماسييريفيز بسبب كتابه “أسرار ماسييريفيز”، الذي يُسلط فيه الضوء على الصلات الوثيقة بين الوزير وأشخاص مقربين من المخابرات الروسية. ويواجه بياتيك عقوبة السجن لمدة قد تصل إلى ثلاث سنوات، علماً أنه تعرض لهجمات عنيفة من وسائل الإعلام المقربة من السلطة كما تلقى تهديدات خطيرة منذ نشر هذا الكتاب.
وفي المقابل، مُنحت جائزة فئة وسائل الإعلام إلى ميدياسكوب، منصة التلفزيون المستقلة التي أُطلقت على شبكة الإنترنت في عام 2015 على يد الصحفي الكبير روشان شاكير. وتهدف هذه المنصة الإلكترونية إلى الجمع بين التكنولوجيات الجديدة وأفضل المعايير الصحفية لإعادة فتح النقاش العام الذي تم الإجهاز عليه في تركيا، القابعة حالياً في المرتبة 155 (من بين 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة في نسخة 2017. فمن خلال فيديوهات تُبث مباشرة قبل توفيرها للجمهور عبر خدمة بودكاست، يعطي ميدياسكوب الكلمة للصحفيين المهمشين وضحايا القمع كما يوفر منبراً للمواطنين-الصحفيين. وقد نجح بسرعة في تنظيم برامجه وتوسيع قاعدته لتشمل جميع المواضيع: السياسة والمجتمع والثقافة والرياضة… علماً أن بعض برامجه تُبث باللغات الكردية والإنجليزية والألمانية والفرنسية، مثل البودكاست الأسبوعي باللغة الإنجليزية والذي يحمل عنوان “تركيا هذا الأسبوع”.
من جهته، حصل المصور الإيراني سهيل عربي على الجائزة في فئة الصحافة المواطنة، علماً أنه اعتُقل في طهران أواخر عام 2013، ليظل في الحبس الانفرادي على مدى شهرين، حيث تعرض لسوء المعاملة من أجل إرغامه على الاعتراف بتورطه في إنشاء شبكة على فيسبوك تهين الإسلام وتنشر معلومات ناقدة للنظام. ثم تلى ذلك مسلسل قضائي طويل انتهى بالحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات و30 جلدة وغرامة باهظة، ثم بالإعدام بعد ذلك بأشهر، وهو الحكم الذي تم إلغاؤه في نهاية المطاف. وفي سبتمبر/أيلول 2015، حُكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف، بينما اعتُقلت زوجته في يوليو/تموز 2017 ليُفرَج عنها بعد ذلك بثمانية أيام، علماً أنها مازالت تتعرض للمضايقات والتهديدات بشكل متواصل. هذا وقد دخل سهيل عربي إضراباً عن الطعام في أواخر أغسطس/آب.
هذا وقد أقيم حفل تسليم جائزة مراسلون بلا حدود-TV5 MONDE لحرية الصحافة مساء الثلاثاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 في مدينة ستراسبورغ، بحضور الفائزين توماز بياتيك وروشان شاكير، إلى جانب الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود كريستوف ديلوار، وعمدة ستراسبورغ رولان ريس ورئيس التحرير في قناة TV5 MONDE بول جيرمان. ومن جهته، أشرف المذيع بيرنار دي لا فيلارديير على تقديم مراسم الحفل، بحضور ضيف الشرف لو بورو، الصحفي الفرنسي الشاب الذي كان محتجزاً في تركيا، قبل أن يُطلَق سراحه على إثر تعبئة قوية بقيادة مراسلون بلا حدود