أغسطس 13, 2017 ـ عند الساعة الواحدة من بعد ظهر يوم 13 آب / أغسطس، بتوقيت دمشق٬ هاجمت مجموعة تقدر بحوالي مئة شخص من (الحراك الشعبي) التابع لجيش الإسلام٬ مكتب مركز توثيق الانتهاكات في سوريا VDC في دوما. اعتدى المهاجمون بالضرب بالأيدي والسلاح الأبيض على موظفي المكتب والمتواجدين فيه وقاموا بتخريب محتويات المكتب وعمدوا لسرقة بعضها (هواتف نقالة ومستندات).
لم تتدخل الشرطة المحلية التابعة لجيش الإسلام جدياً لحماية المكتب وموظفيه من الاعتداء الواضح. وطلبت من إدارة المكتب إغلاقه وتعليق العمل حتى إشعار آخر بحجة المحافظة على سلامة الموظفين.
ولم يبد المهاجمون أي حجة واضحة تسببت في تنفيذهم هذا الاعتداء سوى حديثهم المبهم عن دعوة المكتب لتحرير المرأة وتشجيع عملها خارج المنزل!
إن مركز توثيق الانتهاكات في سوريا VDC يدرج هذا الاعتداء الصارخ على مكتبه وموظفيه في سياق سلسلة طويلة من الاعتداءات الجسيمة التي تعرض لها المكتب منذ تأسيسه من قبل تابعي جيش الإسلام والطيران الحربي التابع للحكومة السورية على حد سواء. حيث بدأت هذه السلسلة بوضوح مع تهديد ثم اختطاف موظفي المركز الأربعة (رزان زيتونة وسميرة الخليل وناظم حمادي ووائل حمادة) في كانون الثاني من العام 2013 وصولاً إلى اعتداء اليوم.
ومن المؤسف تزامن هذا الاعتداء مع اقتراب الذكرى الرابعة لمجزرة الكيماوي الرهيبة التي نفذتها قوات الحكومة السورية في غوطة دمشق العام 2013. والتي ساهم المركز بشكل أساسي في توثيقها بدقة وتسجيل ضحاياها كجزء من عمله في توثيق الانتهاكات سعياً لإنصاف الضحايا ومحاسبة المجرمين.
إن مركز توثيق الانتهاكات إذ يحمل المسؤولية الأولى في هذا الاعتداء الأخير لقيادات جيش الإسلام بصفتهم سلطة الأمر الواقع في مدينة دوما ولممثلي هذا الفصيل في الهيئة العليا للمفاوضات بصفتهم الاعتبارية والسياسية. فإن المركز سوف يسعى لحماية موظفيه ومكاتبه بكل الوسائل المشروعة ولن يوفر جهداً ممكناً لمحاسبة المعتدين والاقتصاص منهم ومن ممثليهم أمام العدالة المحلية أو الدولية.