جائزة مراسلون بلا حدود – لوموند لحرية الصحافة
منحت جائزة حرية الصحافة للعام 2011 إلى رسام الكاريكاتور السوري علي فرزات والأسبوعية البورمية ويكلي إليفن نيوز.
يسر منظمة مراسلون بلا حدود، بالاشتراك مع صحيفة لوموند وبدعم من TV5MONDE، أن تمنح جائزة العام 2011 إلى رمزين من رموز الشجاعة هما رسام الكاريكاتور السوري علي فرزات والأسبوعية البورمية ويكلي إليفن نيوز. أقيم الحفل العشرين لجائزة حرية الصحافة في قاعة لوموند في باريس يوم الأربعاء الواقع فيه 7 كانون الأول/ديسمبر 2011.
في هذا الإطار، أعلن أمين عام مراسلون بلا حدود جان – فرنسوا جوليار: “إننا نكرم هذا العام صحافياً يتسم بالشجاعة وقع ضحية قمع وحشي أخذ النظام القديم يمارسه. يستحق علي فرزات هذه الجائزة. فتوجه رسومه أصابع الاتهام إلى انحرافات سلطة منهكة لم يعد أمامها أي خيار وتشجّع السوريين على المطالبة بحقهم في التعبير بحرية. وقد كافأنا أيضاً وسيلة إعلام لم تستسلم قط أمام مقص الرقابة. لطالما واجهت ويكلي إليفن نيوز المجلس العسكري الحاكم في بورما مثبتةً عن براعة غير عادية في الإفلات من شباك الرقابة وإعلام الشعب البورمي. ولإتمام هذه المهمة، واجه قادتها وصحافيوها مخاطر جمّة. لذا، يستحقون منا كل الدعم والتشجيع. في الوقت الذي يبدو فيه أن بورما أكثر انفتاحاً على المستويين السياسي والاجتماعي، يضطلع ويكلي إليفن نيوز بدور أساسي أكثر من أي وقت مضى”.
اعتبر رسام الكاريكاتور السوري علي فرزات “صحافي العام 2011” لجودة عمله والتزامه في سبيل حرية الصحافة. فسرعان ما استقطبت روحه الأصيلة والمتمردة وإبداعه الاستثنائي أعداء بارزين شأن صدام حسين في العراق الذي هدد بقتله في العام 1989 بعد إقامته معرضاً في باريس لرسومه الكاريكاتورية. وقد منع لفترة طويلة من السفر إلى الأردن أو العراق أو ليبيا. وفي العام 2000، أسس أول صحيفة خاصة مستقلة في ظل النظام البعثي – الدومري – لتكون مجلة ساخرة حرصت السلطات على إغلاقها بعد ثلاث سنوات. لا شك في أن الاحتجاجات وأعمال القمع شكّلت محور عمله في ربيع العام 2011. وإثر فضحه الفساد واختلال نظام بشار الأسد، أقدم رجال مسلّحون مقنّعون على التهجّم عليه كاسرين له كلتا يديه على سبيل التحذير. وفي رسالة قرأها رسام الكاريكاتور الفرنسي بلانتو، أشار علي فرزات: “كنت أتمنى أن أكون بينكم الليلة للمشاركة في هذه الأمسية الجميلة. أهدي هذه الجائزة للشهداء والجرحى وأولئك الذين يناضلون من أجل الحرية. ولا بدّ لي من شكر كل من جعلوا من الربيع العربي نصراً ضد غياهب الظلمة والقمع”.
حضر الكاتب والصحافي جان رولان الذي حاز جائزة ألبير لوندر في العام 1988 لتسليم ويكلي إليفن نيوز جائزة العام. وأثنى على عمل مراسلي مراسلون بلا حدود المحليين كما الصحافيين الميدانيين في المناطق الصعبة.
تعتبر بورما من أكثر الدول قمعية تجاه الصحافة وويكلي إليفن نيوز صحيفة أسبوعية كثيراً ما تنشر مقالات عن مواضيع تعدّها السلطات “حساسة”. يواجه صحافيوها ومراسلوها السجن بسبب نشر هذا النوع من المعلومات. ففي خلال الفيضانات في ماندالاي في آب/أغسطس 2011، غطت الصحيفة الحدث بالرغم من صدور أوامر مخالفة عن السلطات. وكان ثمن هذا التفاني المهني باهظاً: فتم اعتقال عدة صحافيين وحظر نشر الصحيفة لمدة عدة أسابيع. في هذا السياق، قال المتحدث باسم الصحيفة: “في ويكلي إليفن نيوز، نعتقد اعتقاداً راسخاً بأنه ما من شيء أقوى من الحقيقة. إنه ليشرّفنا نيل هذه الجائزة، ولكن الحزن لم يفارقنا بسبب بقاء عدة صحافيين بورميين وراء القضبان. يجدر بنا ألا ننسى أبداً التضحيات التي بذلها البعض كي تبصر التغييرات النور في بورما”.
منذ العام 1992، تكرّم مراسلون بلا حدود عمل الصحافيين ووسائل الإعلام لمساهمتهم في الدفاع عن حرية الصحافة أو تعزيزها في أي مكان من العالم. وتمنح الجائزة لجنة تحكيم دولية تتألف من إعلاميين ومدافعين عن حقوق الإنسان.
تتشارك لوموند وTV5MONDE للمرة الأولى جائزة حرية الصحافة. وقد أوضح مدير صحيفة لوموند إيريك إزرايلويتش أن “جائزة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة تمنح منذ 20 عاماً لتوعية الرأي العام وتذكيره بأن نضال زملائه هو أيضاً نضالنا”. أما مديرة TV5MONDE التنفيذية ماري كريستين ساراغوسفأشارت إلى أن “انخراط القناة الفرنسية واضح في هذا المجال باعتبار أن قيمها العالمية تنشر كل يوم في 200 دولة تبث فيها. وإذا اختبارت TV5MONDE المشاركة في هذه الجائزة، فهذا لتثبت التزامها مع أولئك الذين يعملون يومياً ليدلوا بشهادة يومياً، أحياناً على حساب حريتهم أو حياتهم، بهذا العالم الثائر والحرب التي يخوضها”.