صحفيون ومدونون سوريون مفقودون
نيويورك، تعرب لجنة حماية الصحفيين عن قلقها جراء تواصل اختفاء صحفيين ومدونين سوريين.
فُقدت الصحفية لينا صالح إبراهيم، وتبلغ من العمر 31 عاماً، منذ ستة أيام. وقد شوهدت آخر مرة تغادر منزلها في منطقة حرستا في ضواحي دمشق يوم الثلاثاء، حسبما أفاد للجنة حماية الصحفيين أحد أصدقاء الصحفية، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه خوفاً من تعرضه للانتقام، وحسبما أوردت وسائل إعلام محلية. وتعمل الصحفية لينا إبراهيم مراسلة للشؤون الاقتصادية لصحيفة تشرين التي تملكها الدولة.
كما اختفى الصحفي وائل يوسف أباظة في يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر في دمشق، حسبما أورد المركز السوري للإعلام وحرية التعبير. ويعمل وائل أباظة صحفياً حراً ويكتب للعديد من الصحف والمواقع الإلكترونية الإخبارية العربية.
ولم تتمكن لجنة حماية الصحفيين من الحصول على معلومات حول مكان وجود أي من الصحفيين، وقد قدمت أسرتيهما بلاغاً رسمياً للسلطات حول اختفائهما، ولكن لم تتلق أي من الأسرتين إجابة على البلاغين، حسبما أفاد صحفيون محليون للجنة حماية الصحفيين.
واختفى المدون الشهير حسين غرير بعد أن غادر منزله في 24 تشرين الأول/أكتوبر، وفقاً لمدونين وتقارير لجماعات محلية وإقليمية معنية بحرية الصحافة. وما تزال ظروف اعتقاله ووضعه الصحي ومكان وجوده غير معلومة، وفقاً للمركز السوري للإعلام وحرية التعبير.
وكان غرير كتب على مدونته قبل بضعة أيام من اختفائه “لم يعد الصمت ينفع بعد اليوم، لا نريد وطناً نسجن فيه لقول كلمة، بل وطناً يتسع لكل الكلمات”. وتعرض هذه المدونة أخباراً عن مدونين محتجزين في سوريا، وعن الثورة الجارية، والاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية ومناطق سورية، إضافة إلى مواضيع أخرى.
وتعتقد لجنة حماية الصحفيين أن لينا إبراهيم، ووائل أباظة، وحسين غرير محتجزون لدى السلطات السورية، على الرغم من أنها لم تتمكن من التحقق من احتجزاهم من مصادر مستقلة. وقد احتجزت السلطات السورية عدداً غير معروف من الصحفيين منذ اندلاع الاضطرابات الجماهيرية في جميع أنحاء سوريا في آذار/مارس؛ وما زال الكثير منهم قيد الاحتجاز.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “نحن نشعر بالقلق حيال سلامة لينا إبراهيم ووائل أباظة وحسين غرير والصحفيين الآخرين الذين نعتقد أن السلطات السورية تحتجزهم. يجب على الحكومة أن توضح ما إذا كانت تحتجز هؤلاء الصحفيين، وإذا كانت تحتجزهم فلماذا؟”
وقد احتجزت قوات الأمن في 4 آب/أغسطس الصحفيين المستقلين عمر الأسعد، ورودي عثمان، وهنادي زحلوط، وذلك بعدما شاركوا في تظاهرة في دمشق. ولم ترد منهم أية أخبار منذ ذلك الوقت. ولم تتمكن لجنة حماية الصحفيين من تحديد ما إذا كان هؤلاء الصحفيون يغطون التظاهرة أم يشاركون فيها، وذلك بسبب التعتيم الإعلامي وخشية عدد كبير من المواطنين والصحفيين من مناقشة مسائل حساسة سياسياً. وأوردت لجنة حماية الصحفيين أيضاً أن الصحفي عامر مطر اعتقل أيضاً في 3 أيلول/سبتمبر في دمشق.
ويتواصل احتجاز الصحفيين الأربعة دون أن توجه ضدهم أية اتهامات. وهناك عدة صحفيين آخرين بعضهم مفقود وبعضهم الآخر محتجز لدى قوات الأمن دون تقديم أية معلومات حول جرائمهم المزعومة أو مكان اعتقالاهم أو ظروفهم. وتواصل لجنة حماية الصحفيين التحقق في عدة حالات.