محمد الخضيري
عن جريدة الاخبار
في وقت كان فيه إسلاميون تونسيون ينادون بحرق مبنى «نسمة تي. في.»، كان أربعون مغربياً يحتجون أمام مقر صحيفة «أخبار اليوم»، مطالبين مديرها توفيق بوعشرين بالرحيل! المغربيون «الغاضبون» هم أعضاء في تجمّع «شباب 9 مارس»، وهي حركة ولدت بعد خطاب الملك محمد السادس، الذي أعلن فيه نيّته القيام بتعديلات دستورية. يهدف هذا التجمّع إلى الوقوف في وجه «شباب 20 فبراير» المعارضين،
ومساندة الملكية في المغرب. أما سبب احتجاجهم أمام مكاتب الصحيفة الشهيرة، فهو اعتراضهم على طريقة تغطيتها لتحركات «20 فبراير». وقد شهد هذا الاعتصام حرق أعداد من الجريدة ورفع شعارات معادية لها. ومن اللافتات التي رفعت: «لا للصحافة العميلة لا لتزوير الآراء»، و««أخبار اليوم» تكذب على الشعب ولا تنقل الأخبار بأمانة»… وقال بعض المشاركين إنهم يحتجون أيضاً على وصفهم بـ «البلطجية» في بعض المقالات المنشورة في الصحيفة. من جهتها، أعلنت هيئة التحرير أن الحجة التي اعتمدها «الغاضبون» لتنظيم هذا الاعتصام هي مقالة أخيرة نشرت في الصحيفة وتناولت شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» الذي رفعته حركة «20 فبراير» في الدار البيضاء أخيراً.
وبغض النظر عن الأسباب الحقيقية لهذا التحرّك، فإن معظم الصحف المغربية أجمعت على خطورة هذا الأمر في أعدادها الصادرة أمس. مدير صحيفة «أخبار اليوم» توفيق بوعشرين، أكد أن ما حدث هو «انزلاق خطير… وخصوصاً أن المحتجين يستغلون صور الملك والرايات الوطنية ويوزعون الاتهامات المجانية ضد الصحيفة»، كما دعا إلى فتح تحقيق قضائي في الحادث. أما رئيس تحرير المطبوعة المختار العمري، فقال لـ«الأخبار» إن «الوقفة التي نُظِّمت أمام مكاتب الجريدة دليل على أن بعض المشاركين هم من البلطجية، وخصوصاً أن بعضهم شاركوا قبلاً في وقفات مناوئة لـ«حركة 20 فبراير»».
وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن وصف «البلطجية» الذي التصق بحركة «9 مارس»، مبنيّ على التجاوزات التي يقوم بها هؤلاء: يرمون البيض الفاسد والحجارة ويعتدون جسدياً على «شباب 20 فبراير». حتى إن بعض هؤلاء رفع دعوى قضائية ضّد معاذ بلغوات الملقب بـ«الحاقد». وهذا الأخير مغنّي راب يدعم «20
فبراير».
وكانت «أخبار اليوم» قد نقلت تحرك «20 فبراير» بأمانة منذ انطلاقه، مما رفع أرقام مبيعاتها قبل أن تتراجع عن دعمها لهذا الحراك السياسي. والمعروف أن صحافيي هذه الجريدة يقاربون الموضوع بجرأة وينقلون وجهات النظر المختلفة، كما يحاولون التدقيق في كل المعلومات التي ينشرونها.