نضال شقير (نص)
ما الذي حدث معكم بالتحديد ؟
قمنا يوم الجمعة الماضي ببث فيلم "برسبوليس" على قناة "نسمة" ثم قدمنا حوارا متوازنا حول الفيلم. بعد ها بدأت حملات مهاجمتنا على صفحات "الفيس بوك" من بعض الأطراف المتطرفة. نحن معتادون على مثل هذه الهجمات غير أن هذه المرة قاموا بنشر دعوة على صفحة من "الفيس بوك" و طلبوا من الناس التوجه يوم الأحد عند الساعة الحادية عشرة صباحا إلى قناة "نسمة" لحرقها. قامت هذه المجموعات المتطرفة بثلاث هجمات على القناة لكن الشرطة كانت بالمرصاد و لم يتمكنوا من حرق القناة.
ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها قناتكم لهجوم أو لانتقادات. فما الذي يعاب على قناة "نسمة" ؟
نحن قناة حداثة. خطنا التحريري هو أن تونس بلد ديمقراطي و حديث و هذا يقلق الكثير من المتطرفين الذين لا يريدون أن تكون تونس في مسار الديمقراطية ولا في مسار الحداثة. لقد تخلص التونسيون من دكتاتورية زين العابدين بن علي و لا يرضون أن تعوض بدكتاتورية أخطر وأكبر. كان بن علي يمارس ضغطه بالخوف أما هم فإنهم يستعملون العنف للوصول إلى غاياتهم. ليست قناة "نسمة" المستهدفة الوحيدة من هذا الاعتداء بل الإعلام التونسي الحر بكامله.
ما مدى تأثير هذه السلوكيات على الإعلام في تونس ؟
ما حدث منذ مدة من تهديدات بالقتل موجهة للصحفيين و أخرى بإحراق مؤسسات إعلامية مثل قناة "نسمة" سيكون له أثر سلبي كبير على حرية الإعلام في تونس. هناك خطر حقيقي وهذا يخيف الناس. لكن نحن في قناة "نسمة" سنبقى مهنيين و سنقوم بعملنا وهذا لا يخيفنا و لن يثنينا عن عزمنا. نحن الآن في مرحلة حساسة و هي مرحلة الذهاب نحو الديمقراطية و الحرية التي هي شيء صعب وهش. تنمني أن نبتعد عن مثل هذه الأساليب و عن العنف لأن هذا سيرجعنا إلى عصر الظلام.