ليال حداد
عن جريدة الاخبار
من هم «الشبّيحة»، ومن هم «المندسّون»؟ ماذا يجري في نفق درعا ـــــ المكسيك؟ ومن خطّط لـ«المؤامرة الكونية على سوريا»؟ أسئلة كثيرة لن تجد جوابها إلا في موسوعة… «ويكيديسيا». هذا الموقع الإلكتروني تحوّل إلى مرجع (ساخر) للمصطلحات التي انتشرت منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا في آذار (مارس) الماضي.
البداية من عنوان الموقع أي «ويكيديسيا» وهو دمج لكلمتَي «ويكيبيديا» (الموسوعة الإلكترونية الشهيرة)، و«مندسّ». أما محتوى هذه الصفحة الإلكترونية فيبدو غنياً. هكذا نتعرّف مثلاً إلى تعريف كلمة «مندسّ» التي ألصقها النظام بالمحتجين: «هو كائن فضائي من ذوي الاحتياجات الخاصة يحبّ التواجد في الشوارع والساحات ويكثر ظهوره بعد صلاة الجمعة وصلاة التراويح. يقوم بأعمال اندساسية تشكّل خطراً على كل نظام مقاوم…». أما «الشبّيحة» فهم «عبارة عن مجموعة من القوات المسلحة غير النظامية… ولاؤهم المطلق للحاكم… قد يلقي الشبّيح بنفسه في النار إذا طلب منه معلّمه ذلك». لكن بعيداً عن هاتَين الفئتَين، تبرز مجموعة ثالثة من السوريين هي «المِنْحِبَّكْجِيّة» والمقتبسة من كلمة «منحِبّك» التي رفعها السوريون المؤيّدون للنظام في تظاهراتهم.
إذاً بات للثورة السورية قاموسها، ووجد المحتجّون الطريق للسخرية من واقعهم، ومن واقع بلادهم. هكذا نستعيد على صفحات هذا الموقع كل التعابير والمصطلحات التي التصقت بالاحتجاجات، وخصوصاً تلك التي اعتمدها النظام. مثلاً نكتشف التعريف «الويكيديسي» لعبارة «حبوب الهلوسة الثورية» التي يجري تهريبها عبر «نفق درعا ـــــ المكسيك». كذلك دخلت مجموعة من الأسماء التي اشتهرت بتأييدها للنظام أو بمعارضته في فهرس هذه الموسوعة. مثلاً دخل اسم الشهيد حمزة الخطيب إلى لائحة الأسماء وهو «هو فتى بالغ راشد مخضرم من الجمهورية الوراثية السورية عمره أكثر من 5 سنوات. منشقّ عن منظمة «طلائع البعث»». كذلك انضمّ النجم عبّاس النوري إلى قائمة «المعارضين تحت سقف الوطن». وهؤلاء هم بحسب الموسوعة «البوق الذي يدافع عن بشار الأسد كقائد إصلاحي، وعندما يحرجون بفساد النظام ورعونته يصرحون بأنهم معارضون شرسون ينتمون إلى تيار المعارضة الذي يقوده الأسد ويتهمون الآخرين بالخيانة». أما كلمة «البوق» فلها فقرة خاصة بها، إذ يوضح الموقع الفرق بين «البوق» المدافع عن النظام، و«الفوفوزيلا». وهذه الأخيرة «هي النسخة المطوّرة والمعدلة عن البوق… تنشط الفوفوزيلا في محطات مثل «الفضائية السورية» وقناة «الدنيا»، كما أن لها إطلالات على قنوات أخرى مثل قناة «الجزيرة» وقناة «العربية»».
إذاً، وجد المحتجون السوريون طريقة للتحايل على واقعهم، وها هم ينقلون تفاصيل احتجاجاتهم إلى الشبكة العنكبوتية، تارةً بصور وأشرطة توثّق مراحل انتفاضتهم، وطوراً بنكت وفُكاهة نادرة تؤكّد أنهم لم يتعبوا بعد.