وجّهت المنظمة الإسرائيلية العنصرية المتطرفة إم ترتسو، يوم الجمعة 27 كانون الثاني/يناير 2012، رسالة مستعجلة إلى وزيرة الثقافة الإسرائيلية ليمور لفنات ومدير مسرح تسفتا في تل أبيب، تطالبهما فيها بمنع ظهور الفنان محمد بكري على منصة المسرح.
وتظاهر العشرات من ناشطي “إم ترتسو” يوم الاثنين 30 كانون الثاني/يناير أمام مسرح “تسفتا” حيث عرضت مسرحيته الجديدة “بيت برناردا ألبا” للشاعر لوركا جبريالي.
كما قامت “إم ترتسو” بسلسلة من النشاطات التحريضية ضد بكري وكل من يتعاون معه ودعت الى مقاطعته فنياً في تل أبيب. ومما جاء في نص الرسالة: “نحن نوضح بأنه لا يوجد لدينا أي شيء ضد العرض نفسه، إنما نحن ضد إعطاء منصة ودفع أجر من حساب من يدفع الضرائب لمثل محمد بكري. إعطاء منصة لبكري تعتبر بصقه في وجوه جنود الجيش عامة، والمحاربين، وبوجه العائلات الثكلى من معركة جنين بشكل خاص… ونحن نوضح بأننا لا نطالب بالمس بحرية التعبير، وفي إسرائيل عدد كافٍ من الممثلين الموهوبين والذين لم يتلقوا أجراً من السلطة الفلسطينية مقابل نشر افتراءات ضد الجنود الإسرائيليين”.
وقد ردت وزارة الثقافة على الرسالة لافتة الى أنها “ممنوعة من التدخل بالاختيارات الفنية للمؤسسات الثقافية المدعومة من الوزارة حتى وإن كانت أحيانا مثيرة للجدل، لكن مع ذلك، توقعت الوزيرة من إدارة تسفتا تفعيل اعتبارات إضافية قبل أن تسمح بإعطاء المنصة وتقديم عرض بطله صاحب الفيلم الذي وصفه قضاة المحكمة العليا بأنه مليء بالكذب وهدفه تشويه الواقع وتلطيخ سمعة محاربي الجيش وعرضهم كمجرمي حرب”.
من جهته، اعتبر مدير “تسفتا” أن المسرح “أخذ على عاتقه أن يكون بيتاً للثقافة الحضارية والمتقدمة التي تلغي أي محاولة لمقاطعة فنانين، وقد أجّرت الادارة القاعة لطلاب أكاديمية فنون العرض، وهي غير مسؤولة عن آراء محمد بكري أو أفلامه”.
وقال بكري في حديث الى مراسلة “سكايز”: “من الواضح أن هذه الجماعة مسيّرة من قبل جهات حكومية إسرائيلية تسعى الى كمّ الأفواه وكبت أي صوت يكون ضد سياسة حكومة إسرائيل. ومن الواضح أني مستهدف من قبل هذه الحكومات بسبب فيلمي (جنين جنين)، وكل محاولاتهم هي لمنع وصولي الى الجمهور غير المسيّس من قبل الحكومة مباشرة. المسرحية التي قدّمتها على خشبة مسرح تسفتا لا تمتّ إلى الواقع الذي نعيشه بصلة ومصدرها الأدب الكلاسيكي، لكن لمجرد وجودي فيها كممثل رئيسي فإن الأمر يسبّب لهم مضايقة. من الواضح أيضاً أن وزيرة الثقافة تشكّل جزءاً من هذه الآلة الإعلامية الموجّهة ضدي وضد جماهيرنا العربية، وعلى الرغم من ذلك كله، نجح العرض بشكل كبير”.
وأصدر مسرح “الميدان” بياناً تضامنياً مع الفنان بكري طلب فيه من مسرح تسفتا “ألا يخضع لأي تخويف من قبل جماعات مثل إم ترتسو”، و بأن يكون “ناطوراً لنزاهة المسرح وحريته”، معلناً أنه سيتيح لمحمد بكري ولكل الفنانين الذين يريدون التعبير عن فكرة إنسانية أن يقدّموها على خشبته، وسيدافع بشراسة عن حقهم بذلك.
سكايز