مساء البارحة، ١٩ شباط ٢٠١٨، عاد بلال الطويل، أحد اعضاء فريقنا في الغوطة الشرقية، من يوم نشاطه في مكتبنا في دوما إلى منزله في مدينة حزة المجاورة ليشهد قتل زوجته و طفله الذي لم يتجاوز الأربع سنوات من العمر، كإحدى نتائج التصعيد البربري الذي بدأه النظام و حليفاه الاتحاد الروسي و ايران منذ عدة اسابيع و ازدادت حدته خلال الأيام الماضية على الغوطة الشرقية المحاصرة منذ أكثر من خمسة أعوام.
ليس هنالك من وصف و لن يكون هنالك أي خطاب أو فعل يرتقي لحجم الألم الذي يشعر به زميلنا بلال.
ليس هنالك وصف و لن يكون هنالك خطاب أو فعل يرتقي لحجم الألم الذي يشعر به جميع سكان الغوطة الذين يخسرون يومياً أفراد عائلاتهم أو أقربائهم بهذه الطريقة الوحشية.
ليس هنالك وصف و لن يكون هناك أي خطاب أو فعل يرتقي لحجم العجز و المرارة التي يشعر بها السوريون و السوريات أمام آلة قتل صنعها النظام و أحكم الاتحاد الروسي تقويتها.
لا يمكننا إلا أن نعلن عن تعليق عملنا لمدة اسبوع كنوع من التضامن مع زميلنا و أن نطلب من كافة شركاءنا الدوليين أن يظهروا دعمهم الحقيقي من خلال التوجه مباشرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة لطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لفرض وقف اطلاق نار فوري على النظام و حلفائه. و في حال تم التعطيل المعتاد باستخدام السلاح الروسي ضمن مجلس الأمن ، الفيتو الذي يرتهن من خلاله هذا المجلس، الانتقال إلى الجمعية العامة لإدانة النظام و حلفائه ادانة واضحة و صريحة بتعمد استهداف المدنيين و قتل مئات الآلاف منهم ، عشرات الآلاف من بينهم نساء و أطفال.
نتوجه لبلال بعزاء صادق مرفق بقهر أليم لعجزنا عن تأمين الحماية اللازمة لعائلته كما هو عجزنا عن تأمين أي نوع من الحماية لكافة المدنيين في الغوطة و غيرها من سوريا.
ليس لدينا إلا عهدنا على الاستمرار في مساعدتهم على الصبر و التحمل بكل ما نملك من وسائل؛ مساهمة ضحلة أمام حجم المأساة.
في ال20 من شهر شباط 2018
مكتب التنمية المحلية و دعم المشاريع الصغيرة في مدينة دوما
الغوطة الشرقية
سوريا.