اللواء الأزيمع لـ«الشرق الأوسط»: قواتنا باقية في البحرين.. ومستعدون لفتح قيادات بدول أخرى
المنامة: مقبل الصيعري
كشفت قيادة قوات «درع الجزيرة» التي تتخذ من البحرين حاليا مقرا لها عزمها على مقاضاة بعض القنوات الفضائية بتهمة تسويق الأكاذيب والافتراءات عن قوات «درع الجزيرة» التي دخلت إلى البحرين وفقا لاتفاقيات المنظومة الخليجية، وذلك بعد استمرار هذه القنوات في مزاعم بشأن قيام القوات الخليجية بقصف المتظاهرين بالطائرات وهدم المساجد، في حين يؤكد مسؤولو القوات أن دخولها للبحرين جاء لتأمين حدودها من أي عدوان أو تدخل خارجي، ومواجهة أي ظروف طارئة في هذا الاتجاه.
وقال اللواء ركن مطلق بن سالم الأزيمع قائد قوات «درع الجزيرة» في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أمس: «الوقائع على الأرض والحقائق الدامغة وكل المنظمات ذات الاهتمام أثبتت صدق ما قلناه عن مهمتنا في مملكة البحرين وكذب ما تقوله فضائيات الحقد والتزوير والريح الطائفية التي تسوق الأكاذيب عن (درع الجزيرة)، وسنعمل على مقاضاتها ومن يقف وراءها، وخطونا أولى الخطوات في هذا الاتجاه. أما عن وجودنا، فنحن نعمل في دولنا حاليا ولسنا الآن في البحرين فقط؛ بل في الكويت والسعودية وقطر والإمارات وعمان، ونعمل تحت إمرة قادتنا ولا نحتاج الإذن من أحد للعمل أو الوجود في أوطاننا، ولا ننتظر الترحيب ممن لا يحبنا، ولا نحتاج ترحيبه، ويكفينا محبة شعوبنا الأصيلة وترحيبهم بنا».
وتتضمن حيثيات الشكوى التي شرعت قيادة قوات «درع الجزيرة» في التحرك بشأنها، ما تناقلته بعض هذه القنوات من أن قوات «درع الجزيرة» قامت بالقتل وقصف المتظاهرين بالطائرات وهدم بعض المساجد وغيرها من التهم التي ترددها تلك القنوات حتى الآن.
وأشار الأزيمع إلى أن كل هذه الأقاويل والتهم زائفة ومبنية على الكذب التي تمارسه هذه القنوات، في حين أن قوات «درع الجزيرة» لم تتدخل في الشأن الداخلي للبحرين بأي شكل من الأشكال، ولم تمس أي مواطن أيا كان، وأنها لم توجد أصلا داخل المدن أو أماكن الناس، وأن «درع الجزيرة» تضطلع بمهام من شأنها التصدي لأي تدخل أو عدوان خارجي، وحماية منشآت ومواقع استراتيجية خلال انشغال القوات البحرينية بإعادة الانضباط والاستقرار الأمني في البلاد.
وحول الإصرار على هذه الحملة المغرضة قال الأزيمع: «الأمن الذي نعيشه والتنمية التي تدور عجلتها في دول مجلس التعاون تغيظ الحساد وتزعجهم وتحرجهم أمام شعوبهم، وهو التفسير لهذا التحريض وتلفيق التهم. أما نحن في قوات (درع الجزيرة) وفي قوات دول مجلس التعاون الخليجي كلها، فلنا خصوصيتنا وهي أننا نمارس الاحتراف العسكري في إطار تعاليم ديننا الحنيف وقيمنا الأصيلة؛ إذ لا يمكن لأي قائد عسكري أو ذي رتبة كبيرة أن يوجه أي كلمة فيها أدنى إهانة لأصغر عسكري، ولهذا عشنا ونعيش بكرامة وعزة». وقال: «حتى أعداؤنا نحاربهم برجولة ونحترم إنسانيتهم. وحدث ذلك عندما حاربنا لتحرير الكويت حين كان الإخوة العراقيون يختارون تسليم أنفسهم لأبناء دول مجلس التعاون لعلمهم بأننا نعاملهم بما يحفظ كرامتهم». واستطرد يقول: «فهل يعقل أن من يحترم محاربيه يسيء إلى أبناء وطنه؟»، وأجاب: «لا يمكن ذلك، مع أننا شديدو المراس أقوياء الباس في الحرب عبر تاريخنا».
وحول الأحداث الأخيرة التي شهدتها البحرين والتي وصلت خلالها المظاهرات والاحتجاجات إلى المجمعات التجارية والأسواق، قال اللواء الأزيمع: «مملكة البحرين حصن من حصون مجلس التعاون المنيعة، ولديها أمن منضبط وجيش قوي وشعب أصيل مخلص، والحكمة والحلم وبعد النظر لا يمارسها إلا الأنظمة القوية الواثقة بالله كالقيادة في البحرين، وهي بحول الله لن تكون إلا عربية خليجية خليفية ما دام أبناء عمومتهم في الجزيرة والخليج. أما الأنظمة التي تسحق شعوبها تحت جنازير الدبابات، فهي الأنظمة المرعوبة القلقة التي لا يؤيدها سوى الفضائيات التي تحمل تناقضا عجيبا وحالة انفصام أخلاقي حينما تكيل الأكاذيب والافتراءات لقوات (درع الجزيرة) دون دليل. وفي الوقت نفسه، تؤيد وتبرر ذبح المسلمين في مكان آخر من العالم العربي». مضيفا: «هذا فعلا التناقض العجيب».
وحول استمرارية وجود قوات «درع الجزيرة» في البحرين، قال: «القيادة المتقدمة في البحرين باقية، ومستعدون لفتح قيادات أخرى في دول أخرى من دول المجلس وفق الموقف والحاجة، وأما التعاون العسكري، فيمضي بخطوات مدروسة وبما يحقق أمن أوطاننا ولا يضر بجيراننا، ونتمنى أن يكون التنافس والسباق في منطقتنا وإقليمنا بعدد الجامعات والمراكز العلمية والصحية والتنموية؛ لا بعدد الصواريخ وأدوات الدمار، وحسبنا منها ما يكفي لحماية أوطاننا ومكتسباتنا».
وكانت قوات «درع الجزيرة» قد دخلت البحرين في شهر مارس (آذار) الماضي بدعوة من العاهل البحريني لأن بلاده عضو مؤسس لتلك القوات، والاتفاقيات تخول لها الاستعانة بها لتعزيز دفاعاتها وحمايتها من أي تدخل خارجي في ظل الانشغال بالشأن الداخلي على خلفية الاضطرابات التي شهدتها البحرين منذ فبراير (شباط) الماضي، وأدت إلى توتر الأوضاع وزعزعة الأمن في البلاد.
وكثيرا ما كانت وسائل إعلام تزعم تدخل قوات «درع الجزيرة» في الشأن البحريني الداخلي، ومواجهتها للمتظاهرين بالسلاح، وهو ما تنفيه القوات الخليجية بشكل دائم، مؤكدة أن مهامها تنحصر في حماية المنشآت الحيوية والدفاع عن البحرين من أي عدوان خارجي.