أقدمت وزارة الإعلام السورية على منع توزيع العدد ( 52 / تشرين الأول ) من مجلة شبابلك عبر أمر شفهي موجه إلى المؤسسة العامة لتوزيع المطبوعات و ذلك كما جرت العادة دون وجود أي سند قانوني أو دستوري لهذا النوع من الأوامر التي تصدر خارج إطار القانون و التي أضحت تؤهل وزارة الإعلام السورية لدخول موسوعة الأرقام القياسية في منع توزيع المطبوعات بدون أي منافس .
منع توزيع العدد 52 يعود إلى احتوائه على ملف حول واقع الإعلام الخاص في سورية حمل عنوان : ( الصحافة المطبوعة في سورية تحتضر و الحكومة تعلق نعوتها ) الملف الذي أعده الزملاء راما نجمة – موريس عايق – وائل قدور , جاء في 22 صفحة و تناول واقع الإعلام الخاص المطبوع في سورية و دور وزارة الإعلام و المؤسسات التابعة لها في هذا الواقع حيث تضمن شهادات لعدد كبير من الإعلاميين السوريين و ذلك من خلال ستة محاور أساسية هي :
1- بين النوايا الطيبة و الواقع المرير . . . هل فعلا نريد صحافة ؟
2- بين حجب المعلومة و حجب المطبوعة . . . عندما تتنكر وزارة الإعلام لقانون المطبوعات .
3- المؤسسة العامة للإعلان و للضرائب . . . شركاء بدون رأس مال و بالربح فقط . . !! .
4- مؤسسة توزيع المطبوعات . . احتكار ينتظر الكسر .
5- اتحاد الصحفيين . . . لا يعترف برؤساء التحرير كصحفيين . . ؟ صحفيو الإعلام الخاص : و نحن لا نعترف بكم كاتحاد .
6- الصحافة السورية الخاصة الموت السريري . . . أو الانتقال إلى التسلية .
وزارة الإعلام السورية – و بدلا من الارتقاء إلى مستوى المصلحة الوطنية و فتح حوار جدي و موضوعي مع الإعلاميين السوريين من أجل وضع خطة إنقاذ علمية للنهوض بالإعلام السوري و تذليل العقبات من أمامه و بدلا من إجراء مراجعة ذاتية للممارسات الغير القانونية و المخالفة للدستور السوري التي دأبت عليها و نجحت من خلالها في استنزاف الإعلام السوري الخاص و إيصاله إلى مرحلة الاحتضار . . . – و في محاولة بائسة لإخفاء الحقيقة – التي ليست بخافية على أحد – أقدمت على منع توزيع مجلة شبابل .
إننا في المركز السوري للإعلام و حرية التعبير إذ نعبر عن بالغ قلقنا الشديد نتيجة الوضع الذي وصلت إليه حالة الحريات الصحفية في سورية و التي لم يكن آخر دلالاتها تراجع سورية 6 مراتب إضافية في مؤشر الحريات الصحفية للعام 2009 حيث جاءت في المرتبة 165 عالميا من أصل 175 دولة وفقا للتصنيف السنوي الذي تصدره منظمة مراسلون بلا حدود , نعرب عن كامل تقديرنا للخطوة النوعية التي أقدمت عليها هيئة تحرير مجلة شبابلك و على رأسها الزميل إياد شربجي رئيس التحرير و الزملاء راما نجمة و موريس عايق و وائل قدور من خلال إصرارهم على قرع ناقوس الخطر تجاه عملية التخريب المنهجية التي يتعرض لها الإعلام السوري الخاص .
المركز السوري للإعلام و حرية التعبير
دمشق : 26/10/2009