تمنح جائزة المواطن الإلكتروني المنظّمة بدعم من مؤسسة غوغل إلى مدوّن أو صحافي إلكتروني أو مخالف إلكتروني ساهم في تعزيز حرية التعبير على الشبكة. ويتلقى الفائز جائزة مالية تبلغ 2500 يورو.
اختارت اللجنة المستقلة المكلّفة بمنح الجائزة والمؤلفة من خبراء في مجال الصحافة موقع نواة الإلكتروني من بين غيره ممن بلغوا المرحلة النهائية من البحرين وبيلاروسيا والصين وتايلاند وفيتنام.
ومن المرتقب أن يلقي خطاباً كل من رئيس منظمة مراسلون بلا حدود دومينيك جيربو، وأمين عام هذه المنظمة جان – فرانسوا جوليار، ورئيس مؤسسة غوغل في أوروبا الجنوبية والشرقية والشرق الأوسط وإفريقيا كارلو دازارو بيوندو، في حفل يقام في باريس الليلة في قاعة المرايا. وسيتولى تسليم الجائزة مؤسس منظمة أطباء بلا حدود ووزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير إلى رياض جرفلي (المعروف بأستروبال) وهو من مؤسسي نواة.
وقد أشار السيد جيربو في هذا الصدد: "إن الأحداث التي تجري في الشرق الأوسط وسلّط المواطنون الإلكترونيون التونسيون الفائزون بالجائزة الضوء عليها تعطي حفل هذا العام نكهة خاصة. يستخدم اليوم حوالى 1.6 مليار شخص الإنترنت حيث يستطيعون جميعاً نشر أفكارهم. ويمكن لأي كان اكتشاف هذه الأفكار واستهلاكها. وتعني القدرة على النفاذ إلى المعلومات المزيد من الخيارات والمزيد من الحرية وخاصة المزيد من النفوذ".
إلا أن جان – فرانسوا جوليار يحرص على التذكير بأن هذه الحرية تبقى هشة ومهددة. فلا يزال 119 متصفحاً يقبعون وراء القضبان لتعبيرهم بحرية عن آرائهم على شبكة الإنترنت، ولا سيما في الصين وإيران وفيتنام. وكل 12 آذار/مارس، يكرّم اليوم العالمي لمكافحة الرقابة كل المسجونين لتعبيرهم عن آرائهم عبر الإنترنت ونضالهم من أجل حرية التعبير. وفي هذه المناسبة، تنشر مراسلون بلا حدود لائحة أعداء الإنترنت التي تمثل القمع المتزايد الذي يواجهه المدونون والشبكات الاجتماعية.
وأوضح السيد جوليار: "تفرض الحكومات القمعية في مختلف أنحاء العالم القوانين والممارسات التي تقيّد حرية التعبير، سواء على الخط أو خارجه. فإذا بعدد التحديات يتضاعف فيما تزداد الأنظمة القمعية وأعداء حرية التعبير تطوراً وتفنناً".
يرحّب رئيس مؤسسة غوغل في أوروبا الجنوبية والشرقية والشرق الأوسط وإفريقيا كارلو دازارو بيوندو بالفائزين التونسيين أيضاً قائلاً: "نحن نرعى هذا الحدث وهذه الجائزة لأنهما يدافعان عن القيم الأساسية التي تضطلع بها مؤسستنا وأهمها: جعل المعلومات في متناول الجميع ومفيدة في أجراء العالم كافة. ذلك أن مجموعتنا قائمة بالدرجة الأولى على التبادل الحر للمعلومات".
وقد دعي مؤسس منظمة أطباء بلا حدود ووزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير كضيف شرف إلى هذا الحفل حيث حرص على التذكير بأنه: "عبر فرض الرقابة وحظر الصحف واعتقال الصحافيين، تتجسد الأنظمة الديكتاتورية".
الفائز بجائزة المواطن الإلكتروني لعام 2011:
هو مدوّنة جماعية مستقلة يديرها مدوّنون تونسيون أنشئت في العام 2004. وهدفها: "إعطاء الكلمة لكل من يسعون بالتزامهم المواطني إلى الإيمان بها وتجسيدها ونشرها". ويؤدي نواة دوراً أساسياً في تغطية الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في تونس منذ 17 كانون الأول/ديسمبر 2010. وينشر المدوّنان التونسيان المعروفان بأستروبال وسامي بن غربية بانتظام على الموقع.
أنشأ الموقع مؤخراً صفحة خاصة عن فضائح ويكيليكس بشأن تونس وأخرى بشأن الأحداث الأخيرة في سيدي بوزيد التي لم تغطيها وسائل الإعلام التقليدية. ويزوّد نواة أيضاً مستخدمي الإنترنت بالنصائح للتحايل على الرقابة مشددين على مخاطر التعريف عن أنفسهم على الإنترنت.
وفي هذا الإطار، يشير أستروبال: "نحن فخورون بهذه الجائزة الكفيلة بأن تساهم في تعزيز الصحافة المواطنية التي نمارسها منذ سنوات في نواة بالرغم من كل المخاطر. وأبعد من نواة، تعتبر هذه الجائزة شكلاً من أشكال التكريم لكل زملائنا الذين يعملون ويخاطرون بحياتهم في بعض الأحيان في بلدان تقمع حرية التعبير".
المرشحون الآخرون لجائزة المواطنين الإلكترونيين لعام 2011 هم علي عبد الإمام (البحرين)، وجيو براشاتاي (تايلند)، وتان زوورن (الصين)، وفام مينه هوانغ (فيتنام/فرنسا) وناتاليا ردزينا Charter97 (بيلاروسيا).