شهر أسود لحرية الصحافة في كردستان العراق
تدين مراسلون بلا حدود بشدة العدد المتزايد للاعتداءات المرتكبة ضد حرية الصحافة في كردستان العراق في خلال شهر كانون الأول/ديسمبر، ولا سيما موجة اعتقالات الصحافيين خارج أي إطار قانوني.
في الوقت الحاضر، أحصت المنظمة:
احتراق خمسة مبانٍ تضم وسائل إعلام محلية أو تخريبها أو استهدافها باعتداءات
اعتقال أو سجن 12 صحافياً في غياب أي إطار قانوني
ارتكاب أكثر من خمسة عشر اعتداء
بدأت هذه الأحداث مع الهجوم الذي نفّذ، بعد صلاة الجمعة في 2 كانون الأول/ديسمبر 2011، ضد مراكز للتدليك ومحلات لبيع الكحول في زاخو (شمال شرق أربيل). وفي الليلة التالية، أحرقت مبانٍ تعود إلى الاتحاد الإسلامي الكردستاني في المدينة نفسها تماماً كما مبانٍ تضم وسائل إعلام تابعة لهذا الحزب.
في وقت لاحق، تم إضرام النيران في عدة مقرات إعلامية من بينها تلفزيون سبيدا، وتلفزيون خابير، وراديو خابير وموقع كورديو الإلكتروني. تذكّر مراسلون بلا حدود بأن وسائل الإعلام هذه تابعة للحزب الإسلامي الكردستاني الذي ينتمي إليه عدة صحافيين.
في بيان صحافي صدر في 5 كانون الأول/ديسمبر، أعربت مراسلون بلا حدود عن قلقها إزاء الانتهاكات المرتكبة وطلبت من السلطات البدء يالتحقيقات في مختلف مدن الإقليم وخاصة في دهوك وزاخو (http://arabia.reporters-sans-frontieres.org/article.php3?id_article=32152).
في 4 كانون الأول/ديسمبر 2011، أنشأ رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، لجنة تتألف من أربعة أعضاء (نائب، وعضو في الاتحاد الإسلامي، وشخصيتين دينيتين غير مسلمتين) وتتولى مسؤولية إجلاء ظروف هذه الحوادث كافة. وفي 25 كانون الأول/ديسمبر الماضي، أصدرت تقريراً أشارت فيه إلى ضلوع وسائل الإعلام المقرّبة من الاتحاد الإسلامي الكردستاني في الاستفزاز والتحريض على الاعتداء الذي ارتكب ضد محلات لبيع الخمور ومراكز تدليك. وشددت اللجنة أيضاً على ضياع الأجهزة الأمنية التي بدت عاجزة عن منع هذه الهجمات وحماية وسائل الإعلام المحلية. كذلك، حرصت اللجنة على التذكير بمساهمة بعض الجماعات المقرّبة من الحزب الديمقراطي الكردستاني في الاعتداءات المرتكبة. وأخيراً، طلبت من القضاء إصدار حكمه في مجمل المسؤوليات الواضحة المعالم.
والآن وقد تم إطلاق سراح كل الصحافيين وأن بعض وسائل الإعلام تمكنت من استئناف أنشطتها في مقراتها الخاصة، تستعرض مراسلون بلا حدود مجمل الانتهاكات المتعمّدة لحرية الإعلام المتنافية مع الأحكام القانونية والدستورية المعمول بها في العراق وإقليم كردستان العراق منوّهةً بعمل لجنة التحقيق ونتائجها. وبما أنه يجدر بالقضاء أن يقوم بعمله، تناشد المنظمة القضاة التفريق بين مسؤوليات الهيئات السياسية والواجب الإعلامي الذي يضطلع به الصحافيون المنتمون إلى وسائل الإعلام التابعة لهذه الأحزاب.
الصحافيون المعتقلون:
حسن ياسين، مدير إذاعة خابير، في 3 كانون الأول/ديسمبر في زاخو.
ماهر سقفان، مذيع في راديو خابير، في 3 كانون الأول/ديسمبر في زاخو.
إسلام ساعدي كاشاني، مذيع ومراسل في راديو خابير وتلفزيون خابير، في 3 كانون الأول/ديسمبر في زاخو.
يوسف سالم، مذيع في تلفزيون خابير، في 3 كانون الأول/ديسمبر في زاخو.
دلبيرن يوسف، مصور في تلفزيون خابير، في 3 كانون الأول/ديسمبر في زاخو.
دلبيرن حجي، فني مونتاج في تلفزيون خابير، في 3 كانون الأول/ديسمبر في زاخو.
نورسي رمضان، مدير البرامج في تلفزيون خابير، في 3 كانون الأول/ديسمبر في زاخو.
أسامة نصر الدين، مصور في تلفزيون خابير، في 3 كانون الأول/ديسمبر في زاخو.
سمير عبيد، مدير البرامج في تلفزيون خابير، في 3 كانون الأول/ديسمبر في زاخو.
بلال جميل، مقدم برنامج تلفزيوني للأطفال في تلفزيون خابير، في 3 كانون الأول/ديسمبر في زاخو.
ديار فاروق، صحافي لموقع كورديو الإخباري في السليمانية، في 4 كانون الأول/ديسمبر.
عبد الله أحمد، مصور في تلفزيون سبيدا، اعتقل في منزله في زاخو في 20 كانون الأول/ديسمبر 2011.
أخلي سبيل كل الصحافيين العاملين في خابير الذين ألقي القبض عليهم في 3 كانون الأول/ديسمبر 2011 بعد ثلاثة أيام، باستثناء إسلام ساعدي كاشاني ونورسي رمضان. وفي 7 كانون الأول/ديسمبر، تم استدعاء حسن ياسين وأسامة نصر الدين ويوسف سالم إلى مركز الشرطة قبل نقلهم إلى مركز اعتقال يسيطر عليه الأسايش. استعاد حسن ياسين حريته في 11 كانون الأول/ديسمبر. وقد أفرج عنهم جميعاً لقاء تسديدهم كفالة قدرها 10 ملايين دينار عراقي (660 يورو) فيما أطلق سراح أسامة نصر الدين ويوسف سالم في 15 كانون الأول/ديسمبر. أما إسلام ساعدي كاشاني ونورسي رمضان فأفرج عنهما في 26 أيلول/سبتمبر الماضي. واضطر هذان الصحافيان لتسديد غرامة قدرها 10 ملايين دينار عراقي أيضاً.
اعتقل المصور عبد الله أحمد العامل في تلفزيون سبيدا في منزله في 20 كانون الأول/ديسمبر2011 في زاخو حوالى الساعة السابعة والنصف مساء. وأطلق سراحه في 27 كانون الأول/ديسمبر في مقابل تسديده كفالة يبلغ درها 10 ملايين دينار عراقي (660 يورو).
في خلال هذه الاعتقالات التعسفية، أفاد الإعلاميون بتعرّض لسوء المعاملة.
الصحافيون المعتدى عليهم:
* في ليلة 2 – 3 كانون الأول/ديسمبر 2011:
عبد الله أحمد، الصحافي العامل في تلفزيون سبيدا، اعتدي عليه في دهوك وتم تدمير كاميرته.
صحافيون من وكالة الأنباء الكردية، اعتدء عليهم في سميل وصودرت معداتهم.
مراسل قناة أن آر تي، تعرّض لاعتداء عنيف نفّذه ستة رجال مسلحين في سميل.
* في 3 كانون الأول/ديسمبر 2011:
أحمد الزاويتي، الصحافي العامل في قناة الجزيرة، تعرّض لاعتداء في دهوك نفّذه عناصر قوات الأمن يرتدون ملابس مدنية ورجال الزيرواني (ناشطون في الحزب الديمقراطي الكردستاني) بينما كان يصور مبنى الاتحاد الإسلامي الكردستاني وهو يحترق. وصودرت كاميرته. وذكر الصحافي أن بعضاً من زملائه قد استهدفوا أيضاً.
مراد فؤاد، مصور تلفزيون سبيدا في دهوك، تعرّض للاعتداء وكسرت كاميرته.
عدة إعلاميين تعرّضوا للاعتداء في أربيل فيما كانوا يقومون بتغطية مسيرات لأنصار الاتحاد الإسلامي الكردستاني. فقامت القوى الأمنية بإلقاء القبض على المراسل درابز صالح ومصور موقع خهندان لمدة ثلاثين دقيقة.
عدة صحافيين من شبكة الأخبار الكردية وسبيدا وسومر نيوز تعرّضوا للاعتداء في السليمانية فيما كانوا يتولون تغطية مظاهرة سلمية منظّمة رداً على حرق مكاتب الاتحاد الإسلامي الكردستاني.
* 4 كانون الأول/ديسمبر:
منعت وسائل الإعلام من تغطية إحراق مركز للتدليك في السليمانية.
وسائل الإعلام المعتدى عليها:
* في ليلة 2 – 3 كانون الأول/ديسمبر 2011:
أحرقت مقرات وسائل إعلام محلية في زاخو، بما في ذلك مقرات تلفزيون سبيدا، وتلفزيون خابير، وراديو خابير.
استهدفت مكاتب قناة سبيدا في أربيل بإطلاق نار.
في 14 كانون الأول/ديسمبر الماضي، توجه القنصل العام للولايات المتحدة في كردستان العراق، أليكس لاكاريس، إلى زاخو وأعرب عن قلقه إزاء اعتقال الصحافيين.