تراجع تصنيف الأردن ثماني درجات على سلم الحريات الصحفية، بحسب تصنيف منظمة مراسلون بلا حدود.
ووفق التقرير الذي صدر أمس الأربعاء فإن الأردن تراجع من المركز 120 للعام 2010 إلى 128 للعام 2011. وأرجعت المنظمة تراجع الأردن إلى عنف الشرطة إزاء الإعلاميين والاعتداءات المتكررة والمتعمدة ضد مكاتب وكالة الصحافة الفرنسية في عمان. وشهد العام الماضي اعتداءات عدة على الصحفيين في المملكة كان أبرزها اعتداء الشرطة على الصحفيين في أثناء تغطيتهم لفض اعتصام دوار الداخلية، إلى جانب الاعتداء عليهم في مسيرة العودة التي أقيمت في ذكرى النكبة في الشونة، مرورا باعتصام ساحة النخيل.
وحل الأردن في المرتبة العاشرة بترتيب الدول العربية بنسبة الحريات الصحفية في البلاد، وذهبت المرتبة 45 والأولى بترتيب الدول العربية لنصيب جزر القمر، وتلاها مورتانيا بالمرتبة 67، ثم الكويت 78، ثم لبنان، ثم جنوب السودان 111، أما المرتبة الأخيرة في القائمة العربية والعالمية فقد ذهبت لاريتريا بـ179.
سوريا والبحرين واليمن والتي حلت بين المراتب الأخيرة في تصنيفها لحرية الصحافة في العام 2011 في سنة شهدت اضطرابات أدت إلى سقوط عدة أنظمة استبدادية عربية. وفي المراتب الأخيرة تحديدا حلت اريتريا وكوريا الشمالية وتركمانستان بحسب اللائحة السنوية العاشرة التي تعدها المجموعة، فيما تصدر التصنيف كالعادة الدول الأوروبية نفسها أولها فنلندا والنرويج وأستونيا.
وجدول هذه السنة شهد عدة تغيرات في الترتيب ما يعكس سنة تكبدت فيها وسائل الإعلام ثمنا غاليا لقاء تغطيتها للانتفاضات الشعبية، كما قالت منظمة "مراسلون بلا حدود". وقالت المجموعة التي يوجد مقرها في باريس إن "الرقابة على الأخبار والإعلام استمرت من قبل بعض الحكومات وكانت مسألة بقاء بالنسبة للأنظمة الاستبدادية والقمعية".
وقالت "مراسلون بلا حدود" إنه من غير المفاجئ تصنيف نفس الدول الثلاث -اريتريا وكوريا الشمالية وتركمانستان- في أدنى المراتب لأنها "أنظمة ديكتاتورية مطلقة لا تسمح بحريات مدنية". وأضافت: "تسبقها مباشرة في أدنى المراتب سوريا وإيران والصين، الدول الثلاث التي يبدو أنها فقدت الارتباط بالواقع بما أنها غارقة في دوامة ترهيب غير معقولة". أما البحرين وفيتنام اللتان وصفتهما بأنهما "أنظمة قمعية بامتياز" فكانتا أيضا بين أدنى المراتب في التصنيف، فيما قالت المجموعة إن "دولا أخرى مثل أوغندا وبيلاروسيا أصبحت أيضا أكثر قمعية".
وارتفع تصنيف تونس 30 مرتبة مقارنة مع جدول السنة الماضية لتصل إلى المرتبة 134 "لكنها لم تتقبل بعد بشكل كامل صحافة حرة ومستقلة". والبحرين التي حلت الآن في المرتبة 173 تراجعت 29 مرتبة بسبب "قمعها العنيف للحركات المطالبة بالديمقراطية ومحاكماتها للمدافعين عن حقوق الإنسان وإلغائها كل هامش حرية".
وتراجعت مصر 39 مرتبة لتصبح في المرتبة 166 "لأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى السلطة منذ شباط بدد آمال الديمقراطيين عبر مواصلته ممارسات عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك". وقالت المجموعة إن "الرقابة التامة والمراقبة المنتشرة على نطاق واسع وأعمال العنف العشوائية وتلاعب الحكومة جعل من المتعذر للصحافيين أن يعملوا في سوريا السنة الماضية". وقد تراجعت سوريا إلى المرتبة 176 بحسب القائمة.
وأضافت "مراسلون بلا حدود" أن الصين قامت باعتقالات خارج إطار القضاء وشددت من الرقابة على الانترنت. كما تراجعت الولايات المتحدة (المرتبة 47) 27 مرتبة بسبب اعتقال عدد كبير من الصحافيين الذين كانوا يغطون احتجاجات حركة "احتلوا وول ستريت". وشددت المجموعة على الفارق بين بعض الدول الأوروبية وبقية أنحاء القارة. فقد أدى قمع التظاهرات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس الكسندر لوكاشنكو إلى تراجع بيلاروسيا 14 مرتبة لتصنف في المرتبة 168.
وخسرت تركيا (المرتبة 148) عشر مراتب لأنها لم تتمكن من القيام بالإصلاحات الموعودة، وأطلقت موجة من الاعتقالات بحق صحافيين لا سابق لها منذ فترة الحكم العسكري كما قالت "مراسلون بلا حدود". وضمن الاتحاد الأوروبي عكست قائمة "مراسلون بلا حدود" استمرار التفرقة بين دول مثل فنلندا وهولندا اللتين كانتا على الدوام في أعلى المراتب، ودول مثل بلغاريا (المرتبة 80) أو اليونان (70) أو ايطاليا (61).
وأشارت "مراسلون بلا حدود" إلى "تغييرات لافتة" في جنوب السودان عام 2011 قائلة إن هذه الدولة الجديدة دخلت القائمة بموقع جيد (111) مبتعدة بفارق كبير عن السودان الذي يعتبر في أدنى المراتب (170). لكنها قالت أيضا إن إفريقيا سجلت أعلى تراجع في التصنيف.
وهذا ترتيب الدول العربية وفق التسلسل التصاعدي: ذهبت المرتبة 45 والأولى بترتيب الدول العربية لنصيب جزر القمر، وتلاها مورتانيا بالمرتبة 67، ثم الكويت 78، ثم لبنان، ثم جنوب السودان 111، ثم الإمارات العربية المتحدة 112، ثم قطر 114، ثم سلطنة عمان 119، ثم الجزائر 122، ثم الأردن 128، ثم تونس 134، ثم المغرب 138، ثم العراق 152، ثم فلسطين 153، ثم ليبيا 154، ثم المملكة العربية السعودية 158، ثم جيبوتي 159، ثم الصومال 164، ثم مصر 166، ثم السودان 170، ثم اليمن 171 والبحرين 173، ثم سوريا 176، أما المرتبة الأخيرة في القائمة العربية والعالمية فقد ذهبت لاريتريا بـ179.