دخلت ثورة الشعب السوري العظيم الذي نعتز به ونرفع رؤوسنا عالياً بما أنجزه في طريق حريته وبحثه عن كرامته التي هدرها النظام المجرم، شهرها السابع، وأصبح من الضروري أن يلتحق بهذه الثورة الشريفة من بقي صامتاً طيلة الوقت ، أو من اختار أن يعمل في خفاء عن أعين المستبدين ومخالبهم، كي يتيح لنفسه حرية الحركة في خدمة الشعب والمستقبل، وسوريا الدولة المدنية والمتحضرة التي نعمل من أجلها جميعاً.
وقد اخترت أن أنخرط من البداية، ومن خلف سواتر عديدة، في ثورة شعبي في كل الأحياء والمدن والأرياف، وعملت ما أستطيع على دعمها والترويج لها وشرحها بكل الأشكال الممكنة، دون أن يكون لي أي طموح في التحوّل إلى العمل السياسي، الذي لا أراه وسيلتي للتغيير، ولا أؤمن بقدرتي على الفعل من خلال صفوفه، وتجنبت الغواية الإعلامية التي لا تقدّم للثورة الكثير على أهميتها، بقدر ما يفعل التحرك في الشارع والمحافل الدولية.
يشرفني اليوم، كرمى لعيون حمزة الخطيب وهاجر وإبراهيم القاشوش وشهداء طريق ا لحرية المشرقة،أن أتقدّم باستقالتي من التلفزيون العربي السوري ـ الذي لم يعد تلفزيون الدولة بل شاشة العصابة وآلة القتل وسفك الدماء وانتهاك حرمات الشعب السوري والتحريض على تفكيكه ونشر الطائفية والفرقة بين مكوناته.
كما أتقدّم باستقالتي من اتحاد الكتاب العرب، تلك المؤسسة التي لم تقف مع الشعب ولا مع الثورة ولا مع ما يفترض بها أن تنحاز إليه من نصرةٍ للفكر الجديد الذي يبشّر به شباب سوريا وشاباتها، وتحوّل اتحاد الكتاب من رابطة تجمع المثقفين إلى مفرزة تحاسب العقول وتحكم عليها بالإعدام والنفي لمجرّد الاختلاف والتفكير، ومؤسسة لا تفكير ولا حرية فيها لا يشرفنا البقاء تحت يافطتها ولا الانتماء إليها.
كما أتقدم باستقالتي من اتحاد الصحفيين السوريين، الذي تضاءل تأثيره وحضوره حتى صار مجرد حفنة أبواق تمجّد الطاغية وتسجد لسلطانه، وتعمي عيونها عن دماء الأطفال والأرواح التي أزهقت على يدي سفاحي بشار الأسد وعصابته.
أقوم بهذا غير آسف على شيء..سوى على من بقي في تلك المؤسسات من الشرفاء السوريين من كتاب ومثقفين ـ أجد لهم الأعذار وأراهم أسارى خلف سور الأسد الوحشي وإرهابه ـ ولا أملك سوى أن أدعو زملائي في التلفزيون السوري وفي اتحاد الكتاب واتحاد الصحفيين إلى التبرؤ من هذا النظام ونبذه والامتناع عن التعامل مع مؤسساته التخريبية التي تنتمي إلى عصور انتهت من الأرض، ولم يعد لها مكان في الخارطة الحضارية المتمدنة، وليعلم كل من لا يزال يفكّر بالأمر، أن سوريا الجديدة قادمة وأن هذا النظام زائل لا محالة، وأن صرخات طلاب الحرية لن تذهب سدى.
النصر لشعبي العظيم شعب سوريا الحرة
الكاتب والإعلامي السوري
إبراهيم الجبين
2 /10/2011