يواجه الصحفيون اليمنيون أوضاعا تهدد الحياة، وهم يكافحون لإيصال صورة المعاناة اليومية للشعب اليمني بسبب الحرب الأهلية. وقد وقعت الشهر الماضي خسائر بشرية فادحة بحق العاملين في وسائل الإعلام اليمنية. فقد قُتل الصحافي أسامة سالم المقطري والمصور الصحفي محمد القدسي وأصيب الصحفيبشير عقلان أثناء تغطيتهم العمليات العسكرية في محافظة تعز.
وقد توفي محمد القدسي، الذي كان يعمل مراسلاً لمحطة “تلفزيون بلقيس” المملوك للقطاع الخاص، في ٢٢ يناير/كانون الثاني ٢٠١٨، بعد إن استهدف قصف مدفعي عرضاً عسكرياً في قرية الخيامي بمحافظة تعز. وكان معروفا بتغطيته للأعمال العسكرية وعمق الدمار الذي أحدتثه. كما أصيب جراء القصف بشير عقلان، وهو صحفي عمل سابقاً في روسيا اليوم من سنة ٢٠١٤ ولغاية سنة ٢٠١٦.
ولا يزال القصف الذي قتل القدسي وسبعة مدنيين قيد التحقيق من قبل العديد من الجهات الدولية، حيث تتهم أطراف النزاع بعضها البعض بالمسؤولية، وتدين الآخرين بالهجوم.
وقتل المقطري في ٢٧ يناير/كانون الثاني ٢٠١٨، بعد أن أطلق عليه مجهول النار في رأسه من بندقية كلاشنيكوف خلال مواجهات بين الجيش والحوثيين. وتقول مصادر محلية إن المقطري قتل برصاص الحوثيين. عمل المقطري كصحفي مستقل للعديد من وكالات الإعلام المحلية والدولية وكان يغطي أخبار المواجهات بالقرب من مدرسة محمد علي عثمان الخاصة في مدينة تعز بجنوب اليمن. وقد أثار العديد من المخاوف بشأن الأضرار الجانبية التي ألحقتها أطراف النزاع والتحالف الدولي الذي يقصف اليمن والتي أثرت على حياة المدنيين اليمنيين.
عانت مدينة تعز بعد انقلاب عام ٢٠١٥ من مواجهات عسكرية عديدة بين الحوثيين والقوات الموالية لعبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية. وكانت تعز تحت الحصار الرهيب الذي اعلنت عنه الامم المتحدة حيث النقص في الغذاء “شديد ولارجعة فيه” بسبب الاشتباكات المسلحة.
أن اليمن هو واحد من أخطر البلدان في العالم على حياة الصحفيين، والصحفيين المحليين قد لا يتلقون دائما التدريب على السلامة التي يتلقاه نظرائهم الدوليين.
يعرب مركز الخليج لحقوق الإنسان عن تعازيه لأسر محمد القادسي وأسامة سالم المقطري، ويدعو إلى:
1 – تحقيق شفاف ومستقل في وفاة أسامة سالم المقطري ومحمد القادسي؛
2- توفير التدريب والحماية المناسبة لجميع الصحفيين – الأجانب والمحليين – العاملين في مناطق النزاع في اليمن والمنطقة؛
3 – الإفراج عن جميع الصحفيين المواطنين الذين تحتجزهم أطراف النزاع بسبب تغطيتهم للحرب؛ و
4 – الاحترام الكامل لحرية التعبير من جانب جميع أطراف النزاع.
المصدر: مركز الخليج لحقوق الإنسان.[:]