الحكومة توافق على إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية الرسمية وإصلاحها وتطوير أدائها
داماس بوست
وافقت الحكومة السورية اليوم على خطة وزارة الإعلام وتوجهات عملها خلال المرحلة القادمة والتي تركز بشكل أساسي على إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية الرسمية وإصلاحها وتطوير أدائها في ضوء صدور قانون الإعلام الجديد.
وأكد وزير الإعلام الدكتور عدنان محمود أن خطة وزارة الإعلام تتضمن رؤية استراتيجية لأداء وسائل الإعلام الوطني في المرحلة القادمة والآليات اللازمة لذلك بما يؤدي إلى تلبية حاجات الرأي العام السوري معرفيا وإعلامياً والتفاعل مع الشأن العام وقضايا المواطنين وربط الإعلام بالمجتمع ليكون إعلام الدولة هو إعلام المجتمع.
وأشار إلى أن الوصول إلى هذه الأهداف يتطلب إعادة النظر في الآليات والأدوات والأساليب المعتمدة في أداء وسائل الإعلام وإعادة هيكلة منظومة الإعلام الوطني المقروء والمرئي والمسموع على مستوى الكادر البشري والبنية التحتية والتقنية والسياسة التحريرية باعتبار ان المتغير الأساسي في تطوير الأداء الإعلامي يكمن في تطوير أداء ومهنية الكادر البشري.
وقال الوزير محمود إن الوزارة والمجلس الوطني للإعلام قاما بإعداد التعليمات التنفيذية لقانون الإعلام الجديد الذي سيتيح إحداث وسائل إعلام جديدة وإعادة هيكلة وسائل الإعلام القائمة حاليا بما يؤدي إلى تطوير عملها وأدائها انسجاما مع الرؤية الجديدة للإعلام الوطني.
وأوضح الوزير محمود أن الخطة تتيح الانطلاق بشكل ملموس إلى تطوير وسائل الإعلام الوطنية بما في ذلك الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون من خلال إعطاء الاستقلالية الكاملة لمحطات التلفزة وفصل الإذاعة عن التلفزيون بما يسهم في تكريس الاختصاص ومعالجة الترهل الفني والتقني والإداري في عملها ومعالجة البطالة المقنعة الموجودة حيث لا يوجد معايير وتوصيف لهذه المهنة حتى الآن لافتا إلى ان الوزارة وضعت نواة في هذه المرحلة لربط كل منتج إعلامي بعناصره الأساسية وتوصيف عمل القائمين عليه للوصول إلى منتج إعلامي نوعي قادر على التأثير واستهداف شرائح مجتمعية محددة بذاتها وتلبية حاجات الرأي العام المعرفية.
وأشار وزير الإعلام إلى أن خطة الوزارة تشمل أيضاً وضع إطار تشريعي لتحويل سورية إلى مدينة للإنتاج التلفزيوني والدرامي الحر بما يسهم في تطوير صناعة الدراما فيها وجذب المستثمرين المحليين والأجانب في هذا القطاع وتقديم كل التسهيلات والحوافز لهم على المستوى الإقليمي والدولي واستثمار التنوع الجغرافي والثقافي والحضاري في سورية.
أما فيما يتعلق بالتلفزيون السوري:
فبين وزير الإعلام انه سيرافق البث الفضائي بث لبرامج القناة الفضائية عبر الإنترنت وجعله متاحا على أجهزة الهاتف المحمول داخلياً وخارجياً بما يسهم في إيصال وجهة النظر السورية ورسالتها أمام هذا المد الكبير في الحرب الإعلامية التي تتعرض لها سورية والتي تشارك فيها أكثر من 600 شركة إعلامية متعددة الجنسية على مستوى العالم والتي تمارس دوراً أحادياً بالاتجاه والموقف يستند إلى أجندة سياسية مسبقة تجاه سورية مشيراً إلى أن الخطة تتجه إلى إقامة شراكات إعلامية مع وسائل إعلام صديقة واستخدام التقنيات الحديثة للوصول بالمعلومة إلى الرأي العام محليا أولا وخارجيا.
وفيما يتعلق بالصحافة المكتوبة:
أوضح وزير الإعلام أن الخطة تتضمن تأسيس مؤسسة صحفية واحدة لها صلاحيات اصدار صحف جديدة واعادة النظر في الصحف القائمة وتقييم واقع هذه الصحف مهنيا على مستوى المركز والمحافظات في اطار معالجة مستوى الصحف الذي لا يلبي الطموحات وخاصة الصحف المحلية منها مبينا أننا بحاجة إلى تطوير واقع الصحف المحلية لتكون ذات ثقل ثقافي وسياسي وفكري من حيث المنتج والمضمون والشكل والاستفادة من التقنيات الحديثة في وسائل الاعلام لتحقيق التفاعل مع القضايا المرتبطة بالشأن المحلي والاستفادة من الغنى والثراء في المناخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تتمتع به سورية.
وأكد ان للمؤسسة الجديدة دوراً أساسياً في عملية التحرير والطباعة والتوزيع في ظل تحريرها من أنماط العمل القائمة وعوائق العمل المرتبطة بعملية التوزيع ونقل الصحف إلى المحافظات والصعوبات التي تعترضها إلى جانب فك التشابك والتداخل في عمل وسائل الاعلام الذي يعتبر مترابطاً ومتكاملاً لتحقيق وصول المنتج الإعلامي إلى المتلقي.
وأوضح وزير الإعلام
أن الوزارة تعمل على توفير جميع الاحتياجات التقنية والفنية والبنية التحتية والكادر اللازم لتطوير عمل القناة الإخبارية لجعلها تواكب الاتجاهات الحديثة في التغطية الإخبارية وتكون قادرة على التعاطي مع الأحداث بشكل مهني ونقل المعلومة وتحقيق التنوع والثراء في المضامين التي تقدمها بعيدا عن الأنماط التقليدية المستخدمة مؤكدا أن القناة ستنتهي من بثها التجريبي خلال شهر ونصف الشهر.
وردا على سؤال حول العلاقة بين الوزارة والمجلس الوطني للإعلام أوضح الوزير محمود أن الجانبين تربطهما علاقة شراكة انطلاقا من الدور والأهداف التي يعملان عليها للوصول إلى منظومة إعلام وطني قادر على التأثير والمنافسة وتلبية حاجات الرأي العام السوري في إطار فهم للاعلام المعاصر ليكون مؤثرا في محيطه المحلي والإقليمي وقادرا على نقل الصورة الحقيقية لسورية.