بقلم نيكول مرتينللي
ستطلق قناة الجزيرة الإنكليزية برنامجاً، إبتداءً من شهر أيار/ مايو المقبل، يعتمد على الأخبار المستقاة من الإعلام الإجتماعي تحت عنوان اثنان من معدي البرنامج كانا في جولة، مؤخراً، في وادي السيليكون في كاليفورنيا، لحشد الاهتمام والشراكات للبرنامج الجديد. التقت بهم شبكة الصحفيين الدوليين في سان فرانسيسكو في إجتماع القرصنة وقراصنة الكومبيوتر، وتحديداً في ندوة حول دور وسائل الاعلام الاجتماعي في الثورات الأخيرة في الشرق الأوسط.
كان العمل على برنامج The Stream قد إبتدأ قبل الأحداث الأخيرة في تونس ومصر التي سمت هذه الثورة ثورة الفيسبوك؛ ولكن بعد تسارع الأحداث بدأ المشروع يحظى بوزن مختلف.
يقول أحمد شهاب الدين، منتج وأحد مقدمي البرنامج، أن: "الأمور تطورت مع تسارع الأحداث في مصر. فجأة لم يعد أحد بإمكانه أن ينكر مدى أهمية الإعلام الإجتماعي. وبات يضرب المثل على سبيل النكتة، ما جرى مع مراسلتنا في أميركا اللاتنية ديما الخطيب التي كسرت الرقم القياسي بكتابة ألف “تويت” في المدونة المصغرة تويتر في يوم واحد. فأصبح اداة معتمدة وآنية لتقديم التقارير".
شارك في لقاء "القرصنة، وقراصنة الكومبيوتر" الذي نظمته مؤسسة The Gray Area Foundation for the Arts زهاء 60 شخصاً.
وشمل اللقاء محاضرة لمتخرج من جامعة ستانفورد ريو أكاساكا الذي عرض بحثاً تحت عنوان : كيف كان شكل الرسائل عبر المدونة المصغرة تويتر في 24 ساعة الأخيرة من حكم مبارك؟؛ فيما تحدث أمير خلة، مغترب مصري، صاحب شركة، عن تجربته في ملاحقة الأحداث التي وقعت في وطنه الأم من بعيد مستخدماً الإعلام الإجتماعي.
وعلّق بن كونورز، المستشارالاستراتيجي وعالم الإنترنت لبرنامج The stream، "أن شبكة الأخبار لا يزال لديها الكثير لتتعلمه عن دمج وسائل الاعلام الاجتماعي".
وأضاف "لمدة 48 ساعة جهدت لإقناع قسم الأخبار بنشر تعليقات الناس على الانترنت عبر شريط الأخبار عندما قطع الإنترنت في مصر". وأضاف : "لقد انتظرت طويلاً حتى كنت على وشك النوم. لكنهم في النهاية نشروها".
وعلى الرغم من أن البرامج التلفزيونية قد استخدمت منذ عدة سنوات وسائل الاعلام الاجتماعي، كتصفح آراء المشاهدين من خلال الـ"تويت" أو الحصول على معلومات من الناس الذين هم على الأرض أثناء حدوث كوارث طبيعية؛ يتأمل برنامج The Stream بأن يأخذ المسألة الى مستوى جديد.
في ريبورتاج من انتاج فريق البرنامج الجديد بثّ خلال برنامج "أمباير"، يظهر التقرير سيل من مقتطفات التدوينات المصغرة الـ"تويت" ومجموعة من الصور على وقع موسيقي سريع. يأمل منتجو البرنامج أن يستفاد من تدفّق حيوية هذه المعلومات الآتية عبر "تويتر" و"فيسبوك" ويوتيوب. وأشاروا أنهم سيلتزمون بعرض ما بين 3 الى 5 مواضيع من المعلومات الواردة عبر هذ الوسائل خلال الحلقة الواحدة.
لا يتوجّه برنامج The Stream فقط الى الجيل الشاب. وتأكيداً على ذلك روى شهاب الدين كيف إنضمت إحدى عماته التي تبلغ من العمر ما يقارب 60 عاماً الى "تويتر"، بعدما سمعت عن طرق استخدامه وفعاليته. وتوقّع "موجة رمادية" (أي إهتماماً من قبل المتقدمين في السن) من الإهتمام بـ"تويتر" وفيسبوك في العالم العربي، بعدما أثّرت الأحداث الأخيرة على إزدياد الفضول لمعرفة المزيد عن هذه الأشكال الجديدة من الإتصال.
لم يتنظر برنامج The Stream حتى أيار / مايو المقبل كي يتفاعل مع القراء؛ فقد بدأ بذلك منذ الآن عبرموقعه الخاص، وصفحة البرنامج على فيسبوك.
أما إن كان سيظهر للبرنامج نسخة مشابهة ستبث عبر قناة الجزيرة باللغة العربية، فأجاب شهاب الدين بأنه ليس على علم بذلك؛"وأنه رغم التعاون الموجود بين القناتين، الاّ أنه لم يتمّ التداول بالأمر بالنسبة لهذا البرنامج".