تشجب لجنة حماية الصحفيين الاعتداءات الرسمية على الصحفيين الذين يغطون الاضطرابات السياسية في مصر والتي جرت في نهاية هذا الأسبوع، فقد أطلقت قوات الأمن الرصاص على صحفيين اثنين على الأقل خلال الأيام الثلاثة الماضية، كما تعرض صحفي ثالث لاعتداء على يد عناصر الشرطة بينما كان محتجزاً، حسبما أفادت تقارير إخبارية.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “هناك التزام على السلطات المصرية بأن تفرض القانون ويجب عليها أن تُظهر بأن الاعتداءات ضد الصحفيين لن تظل دون عقاب. وتبيّن هذه الاعتداءات مدى هشاشة وضع الصحفيين في مصر. يجب على السلطات أن تضمن أن الصحفيين يتمكنون من القيام بعملهم دون أن يتعرضوا للأذى”.
أصيب الصحفي محمد الغزالي، مراسل تلفزيون ‘النيل’ المملوك للدولة، بطلقات خرطوش في وقت مبكر من يوم السبت بينما كان يغطي المصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن في وسط القاهرة، حسبما أفاد الصحفي في مقابلة تلفزيونية. وأصيب الصحفي بجرح خطير في عينه بسبب طلقة خرطوش اخترقتها وأطلقها أحد عناصر قوات الأمن المركزي المصرية، حسبما أفادت تقارير إخبارية. وتفيد التقارير بأن الصحفي ما زال يخضع للعلاج في المستشفى.
أصيبت الصحفية سلمى سعيد، التي تكتب في الصحف الإلكترونية، بطلقات خرطوش أطلقتها قوات الأمن حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل في يوم الاثنين بينما كانت تصور المصادمات في حي باب اللوق في وسط القاهرة، حسبما أفادت تقارير إخبارية. وقالت الصحفية في مقابلة مع صحيفة ‘الوفد’ اليومية إنها أصيبت بثلاث طلقات خرطوش في وجهها، إضافة إلى عشرات من هذه الطلقات الصغيرة أصابت ساقيها وبطنها.
وترقد الصحفية حاليا في المستشفى حسبما أفادت تقارير إعلامية. وقد ظهرت عدة صور على شبكة الإنترنت تظهر الإصابات التي تعرضت لها الصحفية، ولا سيما على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي. تكتب الصحفية سلمى سعيد مدونة كما تعمل في موقع ‘مصرّين’ الإخباري، وهو تجمّع غير ربحي للمواطنين الذين يزاولون العمل الصحفي من خلال تصوير المصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وتظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين أن وسائل الإعلام الإخبارية من التيار السائد كثيراً ما تستخدم المقاطع المصورة التي ينشرها موقع ‘مصرّين’. وعلمت لجنة حماية الصحفيين من عمر روبرت هاملتون، وهو أحد الأعضاء المؤسسين لموقع ‘مصرّين’، أن سلمى سعيد كانت تصور لحساب الموقع عندما أصيبت بلطقات الخرطوش. وأفادت تقارير إخبارية أن صحفياً تعرض للاحتجاز لفترة قصيرة اليوم.
فقد قام عناصر من قوات الأمن يرتدون ملابس مدنية باحتجاز الصحفي محمد ربيع في وسط القاهرة، وهو مراسل الصحيفة الإلكترونية اليومية ‘البديل’، وذلك بينما كان يسرد موضوعاً صحفياً لأحد زملائه باستخدام هاتفه النقال، حسبما أفاد محرر الصحيفة، خالد البلشي، للجنة حماية الصحفيين. وأضاف البلشي أن السلطات أفرجت عن محمد ربيع بعد ساعة من احتجازه ولكنه تعرض أثناء ذلك للضرب على يد عناصر من الشرطة وإساءات لفظية من قبل مسؤولين حكوميين.
وقد اندلعت مصادمات في وسط القاهرة وفي مدينة السويس بين قوات الأمن ومتظاهرين يطالبون بالإنهاء الفوري للحكم العسكري وأدت إلى مقتل أكثر من عشرة أشخاص وإصابة آلاف آخرين بجراح، حسبما أفادت تقارير إخبارية. وتواصل لجنة حماية الصحفيين التحقيق بعشرة حالات على الأقل أصيب فيها صحفيون بالرصاص أو تعرضوا لاعتداءات خلال الأيام القليلة الماضية.
وتأتي هذه الموجة الأخيرة من الاعتداءات في أعقاب مصادمات شديدة جرت في كانون الأول/ديسمبر وتشرين الثاني/نوفمبر بين المتظاهرين وقوات الأمن في القاهرة والإسكندرية. وقد وثّقت لجنة حماية الصحفيين أكثر من 50 حالة تعرض فيها صحفيون لإطلاق الرصاص أو اعتداءات جنسية أو الضرب أو الاحتجاز خلال الشهرين الماضيين.
جمعية حماية الصحفيين