رام الله: قام أربعة شبان أحدهم كان مسلّحا يوم أمس باقتحام مكتب وكالة بال ميديا في مدينة نابلس، وتدمير بعض من مقتنياته، كما قام مجهولون ليلة أمس بإطلاق نار أمام منزل مدير مكتب الوكالة في نابلس حسن التيتي.
وكانت قناة الجزيرة أمس قد استأجرت أستوديو من وكالة بال ميديا لإجراء مقابلة مع الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور عبد الستار قاسم، للحديث عن الوثائق التي تبثها قناة الجزيرة حول المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية.
وأفاد التيتي لمركز مدى قائلاً: ” تم اقتحام المكتب حوالي الساعة الثالثة والربع من ظهر يوم أمس، بعد الانتهاء من بث البرنامج فوراً، حيث قام المقتحمون بالسؤال عن الدكتور القاسم وعني، حيث لم أكن موجوداً في المكتب، فبدأوا بتحطيم بعض المقتنيات الموجودة فيه، كجهاز الحاسوب وكاميرا الأستوديو وآلة تصوير وبعض ألواح الزجاج ومن ثم قاموا بالفرار. وفي تمام الساعة الثانية عشر والنصف ليلاً تم إطلاق النار في الهواء أمام منزلي من قبل مجهولين”.
في سياق آخر، حاولت مجموعة من الشبان الفلسطينيين يوم الاثنين الماضي 24/12/2011 اقتحام مكتب قناة الجزيرة في مدينة رام الله، وذلك رداً على نشر الأخيرة لوثائق حول المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية خلال السنوات العشر الماضية.
وأفاد مدير مكتب الجزيرة في الأراضي الفلسطينية وليد العمري لمركز مدى أن مجموعة من الشبان حاولت الاعتداء على مكتب الجزيرة إلا أن الشرطة الفلسطينية اعترضتهم وقامت بواجبها على أكمل وجه، معرباً عن شكره الحار لدور الشرطة الفلسطينية في التصدي لهم. وأضاف العمري قائلاً: ” من حق الناس أن تعترض على ما تقوم الجزيرة بنشره ولكن ليس من حقها أن تعتدي”.
وكانت قناة الجزيرة قد بدأت يوم الأحد الموافق 23/12/2011، بنشر الوثائق عبر برنامج الحصاد الإخباري، بالإضافة إلى إطلاق موقع الكتروني جديد أسمته “كشاف الجزيرة” يتضمن نحو 1600 وثيقة تتألف من أكثر من ستة آلاف صفحة تسجل تفاصيل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية خلال العشر سنوات الأخيرة.
وأثار نشر الجزيرة للوثائق وتخصيص أربع حلقات من برنامج الحصاد الإخباري للتعليق عليها،ردود فعل غاضبة من القيادة الفلسطينية التي اتهمت الجزيرة بتزييف الحقائق وبالتحريض على السلطة، فيما صرح وكيل وزير العدل في السلطة الفلسطينية صباح اليوم أنه بدأ بالتحضيرات والاستعدادات لدراسة تحريك دعوى قضائية باسم السلطة الوطنية ضد قناة الجزيرة.
إن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) يدين اقتحام مكتب وكالة بال ميديا وإطلاق النار بالقرب من منزل مديره حسن التيتي في نابلس. كما يشيد بدور الشرطة الفلسطينية التي تصدّت لمحاولة اقتحام مكتب قناة الجزيرة في رام الله، وتؤكد على ضرورة حماية المؤسسات الإعلامية.