“أُنهي هذه الفترة مضطرّةً، وأُقدم استقالتي من الاذاعة، على أمل ان تكون نوافذ الحرية أوسع مستقبلاً في لبنان”، هكذا اعلنت الاعلامية ريميال نعمة استقالتها من “اذاعة الشرق” نهار السبت 5/2/2011 أثناء تقديمها فترة استثنائية مباشِرة، عن مفهوم الثورة في العالم حالياً، على خلفية الاحداث التي تقع في مصر، وبعد 17 عاماً من العمل الاذاعي المتواصل، قضت خمسة أعوام منها في “اذاعة الشرق”.
خلال الجزء الذي قدّمته على الهواء، استضافت نعمة عدداً من الشخصيات والصحافيين لمناقشة الموضوع المصري، وكان مسؤولو الاذاعة مسرورين جداً من سير البرنامج، كما قالت في حديث مع مركز “سكايز” للدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية، مشيرة الى ان الأسلوب الذي اتُبع معها “كان خاطئاً وكان ارهاباً فكرياً”.
وتابعت: “تعرضت بعد فترة من البث الى محاولة املاء لما علي ان اقدّمه من قبل مدير الاذاعة عبد الحليم قباني، الذي بالرغم من انه كان فرحاً من الحلقة بدايةً، وطلب مني ان أمدّد فترتها، إلا انه عاد وطلب مني أن “أخفف الدوز” ثم ان أتوقف “عن اكمال البث هلّق هلّق”، فرفضت لأن لدي ضيوفاً ما زالوا ينتظرون على الهواء، وايقاف برنامجي بهذا الشكل، أمر مهين بحقي وبحق ضيوفي، وبعد اصراره استقلت مباشرة على الهواء”.
وكشفت نعمه “انه تلقى اتصالات هاتفية عدة للضغط عليه لايقاف البرنامج، من جهة “تمون” على الاذاعة ولها علاقة بتلفزيون “المستقبل”، وهو بالتالي موظف مثله مثلي، كنت أعلم ان للاذاعة خطوطاً حمراء لكن مصر ليست بلد هامشي، وما يُرفع هناك من شعارات لا يتعارض مع الشعارات التي رُفعت سابقاً في لبنان والتي طالبت بالحرية”.
ان مركز “سكايز”، يستنكر الضغوط التي تعرضت لها الاعلامية نعمة، والرقابة التي مورست عليها، ويرفض أي رقابةً أو حد من حرية التعبير تُفرض على الاعلاميين وعلى ما يُقدمونه من مادة اعلامية، ويدعو كل أصحاب وسائل الاعلام في لبنان والعالم العربي، الى التراجع عن هذا النوع من الرقابة الذي يُقيد عمل الصحافيين ويحاول توجيه المعلومات التي يقدّمونها، بشكل يتعارض مع الاعلام الحرّ الذي يقدم الرأي والرأي الآخر، والذي يُطالب به العالم المتحضر أجمع، ويؤيده كل مثقف الى أي فكر سياسي انتمى.