بهذه الكلمات العاطفية عنون المشاركون بيانهم الختامي حول ندوة (التلاقي الثقافي وشبيبة الغد) التي أقامها دير مار موسى الحبشي بمشاركة المركز السوري للإعلام و حرية التعبير من تاريخ 16/7/2007 وحتى 20/7/2007 و كان الأب باولو دال أغليوا مدير الدير قد افتتح الندوة بقوله : (( فكرة الحوار الديني الذي كنّا نعيشه في السنوات الماضية وجدت شيئاً من الاضطراب بالنسبة للمجموع الذي نسير عليه ….. )) و بهذا عبّر الأب باولو عن تجربته التي خاضها خلال السنوات الماضية بالنسبة للحوارات التي أطلقها دير مار موسى الحبشي والتي حملت عنوان الحوار المسيحي الإسلامي ، وأكد على رغبته في نقل هذا الحوار إلى مستوى آخر يكون أولاً على مستوى الشباب ويركز ثانياً على البعد الثقافي بمنظوره الاجتماعي والنفسي أكثر من الديني والسياسي كما جاء في مقدمة ورقة العمل المطروحة للندوة .
ورغم الشعار الذي تم رفعه و عناوين المحاضرات التي ركزت على مفهوم الهوية دون تحديد ، إلا أن أغلبية الموجودين في الندوة لم يستطيعوا- أو لم يرغبوا – بتجاوز سقف الديني فكانت الهوية الدينية وإشكالياتها محور جميع الحوارات والمداخلات ، ولم تكن الهوية الدينية اصطلاحاً وانطلاقاً من معنى بحثي بكل ما تحمله من تداخلات وإنما تمحورت في الدائرة الأضيق في ثنائية ( مسلم – مسيحي ، مسيحي – مسلم ) .
وقد أكد الزميل عدنان حمدان مدير البرامج في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير في مداخلته على موقف المركز المستند إلى أهمية الحوار وضرورة تعزيزه وخاصة على مستوى الشباب الحامل الموضوعي للتغيير ، وانطلاقا من إيمانه بالدور الذي يلعبه المتدينون في المجتمع و ضرورة تفعيل كافة طاقات المجتمع ، مع الاختلاف في رؤيته لهذا الدور و في رؤيته للحلول المقترحة ، يرى المركز أهمية ألا يبقى هذا الحوار محصوراً في إطار ثنائية المسيحي والمسلم ، ويؤكد على ضرورة الابتعاد عن المجاملات التي اعتاد هذا النوع من الحوارات عليها , محاولين كشف مناطق الضعف و الاحتقان و التي يحاول القائمون على مثل هذه الحوارات إخفائها عادة ، لنصل إلى حوار جدي و فعال يستند إلى أن الضامن الحقيقي لحرية و استقرار الإنسان والمجتمع إنما يكمن في تحقيق مفهوم المواطنة وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان وصولاً إلى دولة القانون و المؤسسات و تكافؤ الفرص، و بتحييد الانتماءات الضيقة الدينية والعرقية عن السياسة والقانون وصولاً إلى دولة عَلمانية حيادية تشكل وعاءً حاضناً لجميع التلوينات العرقية والدينية و تشكل ضامنا لحرية تدين جميع أفراد المجتمع وفق رؤية العقائد الدينية التي تسعى جميعها أساسا إلى رفعة الإنسان و سموه الأخلاقي و المادي .
و إذ يؤكد المركز على تمسكه بهذا الحوار و العمل تدعيمه و توسيعه فانه يتقدم بالشكر لدير مار موسى و إلى الأب باولو على إدراج المركز ضمن قائمة أصدقاء دير مار موسى ، آملين أن نستطيع من خلاله إضافة ما هو مفيد للوطن وللإنسانية جمعاء .
المركز السوري للإعلام و حرية التعبير
المكتب الصحفي
27/7/2007