تعرض الصحفيون الذين يغطون الاضطرابات السياسية في مدينة السويس المصرية إلى 10 اعتداءات على الأقل خلال أربعة أيام، وفقاً لتقارير إخبارية.
وتظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين أن أحد الصحفيين تعرض للمطاردة وإطلاق الرصاص والتهديد في أربعة حوادث منفصلة. تصاعدت حدة المصادمات بين المتظاهرين وبين قوات الأمن خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد مقتل أكثر من 70 شخصاً في مدينة بورسعيد المجاورة، وفقاً لتقارير إخبارية. وأعلنت وزارة الصحة المصرية في يوم الثلاثاء أن 15 شخصاً على الأقل لقوا مصرعهم منذ بداية هذه الأحداث، حسبما أفادت تقارير الأنباء.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “تقف السلطات في السويس مكتوفة الأيدي بينما يقوم البلطجية بمهاجمة الصحفيين الذين يحاولون تغطية الاضطرابات السياسية. ثمة واجب على السلطات بأن تمنع هذا العنف وأن تحقق في جميع الاعتداءات التي تم التبليغ عنها وجلب مرتكبيها إلى العدالة.
يجب على السلطات أن تنهض بواجبها فوراً”. حدثت ثلاثة اعتداءات ضد صحفيين في يوم السبت. كان المصور الصحفي سيد شاكر الذي يعمل مع صحيفة ‘المصري اليوم’ اليومية المستقلة يصور الاحتجاجات في السويس عندما تعرض للمطاردة من قبل رجال مجهولين قاموا بتحطيم الكاميرا التي كانت بحوزته، حسبما أفادت تقارير الأنباء.
كما اعتدى رجال مجهولون على الصحفي حسام صالح بينما كان يصور المواجهات، وهو يعمل مع صحيفة ‘الأخبار’ اليومية المملوكة للدولة، وقام المهاجمون بالاستيلاء على الكاميرا التي كانت بحوزته، حسبما أفادت تقارير الأنباء.
كما هاجم رجال يرتدون ملابس مدنية صحفيين من قناة ‘سي بي سي’ المصرية بينما كانوا يصورون من أعلى برج سكني، وقام المهاجمون بتحطيم معداتهم حسبما أفادت تقارير إخبارية. وفي يوم الأحد، تعرض المراسل الصحفي أحمد خير الذي يعمل مع الموقع الإخباري ‘البوابة’ للضرب من قبل رجال مجهولين في السويس، حسبما أفادت تقارير إخبارية. وقام المهاجمون بطعن الصحفي في يده اليمنى وحطموا الكاميرا التي كانت بحوزته، وفقاً لتقارير الأنباء.
وتعرض ثلاثة صحفيين آخرين لاعتداءات في يوم الأحد، فقد قام رجال مجهولون بضرب الصحفي محمد كامل مراسل قناة ‘أون تي في’ الخاصة والمصور محمد السعيد الذي كان برفقته، وقام المهاجمون بالاستيلاء على معداتهما ومقتنياتهما الشخصية، حسب تقارير الأنباء. وتعرض الصحفي كريم أنور، مراسل محطة إذاعة ‘حريتنا’ التي تبث عبر الإنترنت، لإطلاق نيران من رجال مسلحين مجهولين يستلقون سيارة، حسبما أفادت تقارير الأنباء.
وعندما حاول الصحفي إبلاغ مديرية الأمن بالحادثة، قامت المديرية بتجاهله حسب تقارير الأنباء. وفي يوم الأحد أيضاً كان الصحفي سيد عبد الإله يصور المصادمات التي جرت قرب مديرية الأمن عندما قام رجال مجهولون يحملون سكاكين بمطاردته وقاموا بتحطيم الكاميرا التي كانت بحوزته، حسبما أفاد للجنة حماية الصحفيين. ويكتب هذا الصحفي في عدة نشرات تصدر على الإنترنت، ومنها صحيفة ‘البديل’ المستقلة، والموقعين الإخباريين ‘مصر الجديدة’ و ‘حقوق’.
وفي وقت لاحق من اليوم تعرض هذا الصحفي لإطلاق رصاص أطلقه أربعة رجال كانوا يستقلون سيارة نقل بيضاء في الشارع، حسبما قال. وبعد ذلك تلقى الصحفي مكالمة هاتفية من رئيس جهاز أمن السويس الذي قال له إنه إذا توقف عن التصوير في المنطقة وامتنع عن نشر أخبار عن هذا الاعتداء فإنه سيرسل له حراساً لحمايته، حسبما أفاد الصحفي.
وفي اليوم التالي تلقى سيد عبد الإله عبر رسالة شخصية على موقع فيسبوك تهديدا بالقتل من شخص مجهول يستخدم اسم “سويس”، حسبما قال الصحفي للجنة حماية الصحفيين. وقال مرسل الرسالة إن الصحفي سيقتل إذا لم يتوقف عن إيراد تغطية صحفية تظهر قوات الأمن في السويس بمظهر سلبي، حسبما قال الصحفي. وقد وثّقت لجنة حماية الصحفيين اعتداءين ضد صحفيين واعتقال صحفي آخر في القاهرة أثناء الفترة نفسها التي حدثت فيها الاعتداءات في السويس.
وتأتي هذه الانتهاكات التي حدثت خلال الأسبوع الماضي في أعقاب سلسلة من المصادمات العنيفة التي جرت في كانون الأول/ديسمبر وتشرين الثاني/نوفمبر بين المتظاهرين وقوات الأمن في مصر، وقد وثقت لجنة حماية الصحفيين خلال تلك الفترة 50 اعتداءً ضد الصحافة.
جمعية حماية الصحفيين