بعد هدنة استمرت لبضعة أيام، عادت مدينة دوما في الغوطة الشرقية يوم الجمعة لتعيش تحت قصف جوي و بري عنيف جدا أدى لعشرات الوفيات و مئات الإصابات و تخلله استهداف عدة نقاط طبية و فرق إسعاف و تعطلت القدرة الطبية للمدينة بشكل كبير إضافة إلى خروج معظم مراكز الدفاع المدني عن الخدمة وتدمير عدد كبير من سيارات الإسعاف والإنقاذ.
في تمام الساعة ٧ و ٤٥ دقيقة من مساء يوم السبت ٧/٤/٢٠١٨ ومع القصف المستمر على الأحياء السكنية في مدينة دوما بدأت تتوارد العديد من الحالات يفوق عددها ٥٠٠ حالة الى النقاط الطبية ( أغلبهم من النساء والأطفال ) بأعراض زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور كما لوحظ لديهم حروق قرنية
بالفحص السريري : لوحظ وجود بطء قلب و خراخر قصبية خشنة وأزيز . أحد المصابين وصل متوفيا ، بينما عولج المصابون بالأكسجين الرطب الحر والموسعات القصبية وتحسن معظمهم . ترقت الإصابة لدى عدة حالات ليتم وضعها على جهاز التهوية الآلية ، ٤ من هذه الحالات لأطفال ، كما انتهى الوضع لدى ٦ حالات بالوفاة، أحدهم سيدة لوحظ لديها اختلاج و حدقات دبوسية.
كما أفاد متطوعو الدفاع المدني بوجود الكثير من الوفيات يتجاوز عددها ال 42 حالة بالمظاهر السريرية نفسها في منازلهم لم يتمكن عناصر الدفاع المدني من سحب جثثهم بسبب شدة الرائحة و عدم توفر البذات الواقية للوصول إلى المكان ، و تتوقع فرق الدفاع المدني وجود المزيد من الضحايا في مكان الحادث . المشترك بالحالات هو الزرقة وخروج زبد من الفم وحروق القرنية . المعطيات السابقة تشير إلى حالات اختناق بغاز سام تشير المظاهر السريرية إلى ترجيح كونه أحد مركبات الفوسفور العضوية .
تلى استخدام السلاح الكيماوي قصف الموقع المستهدف و منطقة لمشفى التي استقبلت المصابين بواسطة الحوامات ببراميل متفجرة مما عرقل عملية الإسعاف.
لقد وثقت فرق سامز والدفاع المدني السوري ( الخوذ البيضاء) ما يزيد عن مائتي استخدام للسلاح الكيميائي في سوريا منذ عام 2012 حتى الآن في سوريا و لم تفلح قرارات مجلس الأمن السابقة حول الموضوع بإيقاف استخدام السلاح الكيميائي في سوريا .
تطالب منظمة الدفاع المدني السوري و الجمعية الطبية السورية الأمريكية بالإيقاف الفوري لإطلاق النار في مدينة دوما و دخول فرق التحقيق الدولية من بعثة تقصي الحقائق في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية و محققي الأمم المتحدة ليقوموا بالاطلاع على حيثيات الجريمة ، كما تطالب المنظمتان بتدخل فوري من المجتمع الدولي لوضع حد لاستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا و إيقاف مأساة الغوطة و مدينة دوما في الحال، بما يضمن حماية الكوادر و المرافق الإنسانية لتتمكن من الاستمرار بعملها