صحيفة “السفير”: زينة برجاوي
لم يخرج العصفور الأزرق الصغير الى الحرية السبت الماضي، بل لازم قفصه لأربع وعشرين ساعة، وامتنع عن الزقزقة في فضاء «تويتر»، للمرة الأولى منذ إطلاق الموقع.
هنا، يعبّر الآلاف من المغرّدين عن موقفهم من قرار الموقع ضمن حملة «الصمت الموقت»، كما أطلق عليها البعض، على خلفية اتخاذ «تويتر» قراراً بفرض القيود على التغريدات التي يكتبها المستخدمون، والتي تخالف سياسات بعض الدول.
والعصفور الأزرق هو شعار هذا الموقع الذي لقي رواجاً واسعاً مؤخراً، وبدأ يستقطب الآلاف من الزوار، حتى أنه بات المصدر الموثوق لنشر أهم الأخبار السياسية والفنية، من خلال المشاركة الكثيفة لبعض المشاهير الذين وجدوا فيه منبراً للإعلان عن تصريحاتهم. إلا أن هؤلاء لم ينضموا الى «الشعب» في المقاطعة التي شهدها الموقع، وهي الأولى من نوعها.
وانطلقت المقاطعة صباح السبت، حين باشر البعض في نشر الروابط التي تشرح أسباب المقاطعة على حائط الموقع. واستبدل عدد كبير من أعضاء الموقع صورهم الشخصية بصور سوداء تعبر عن انضمامهم للمقاطعة، وقد بدأت بعض الهاش تاغ (الوسوم) الخاصة برقابة «تويتر»، مثل #TwitterBlackout و#TwitterCensored تنتشر بشكل سريع جدا على الموقع وبكل لغات العالم. وشهد الموقع ابتكارات في الشعارات والرسوم والصور الرمزية لعصفور»تويتر» إما داخل القفص، أو مقطوع اللسان. وهناك من عبّر عن خيبة أمله من القرار، مردداً «حتى انت يا تويتر»، و«عصافيرنا التي تطلقها هنا ليست للصيد».
وفي حين رأى البعض «أن مقاطعة «تويتر» ليوم أو لأيام لن تغير رأي القائمين عليه، وخصوصا في حال خضوعه لضغوط من بعض الحكومات»، وصف آخرون من خلال وسوم المقاطعة، خطوة «تويتر» بأنها «فرض قيود على الحرية التي كانت تمارس بعد أن ساهم «تويتر» ومواقع التواصل الاجتماعية الأخرى برفع سقفه. وقد لعبت دورا مهما في نقل وقائع وكشف حقائق خلال الأعوام الماضية». كما دعا بعض المغردين الى «تأسيس موقع منافس لـ«تويتر»، لا يقبل الشراكات العربية، حتى لا يصبح العصفور الحر طائرا مقطوع اللسان، أو مشنوقا».
وبالنسبة لإحدى المغردات على الموقع، «للمُقاطع فرحتان: فرحةٌ عند عودته لـ«تويتر» بعد المقاطعة، وفرحةٌ لشعوره بتحقيق إرادته». ومنهم من جاء بـ«حل سريع»، حين دعا «الأمم المتحدة وحقوق الإنسان والتجارة العالمية الى تعليق عضويات الدول التي تحد من حريات مواطنيها في إبداء آرائهم عبر تويتر».
وفي ظل تعرض «تويتر» للكثير من الانتقادات من قبل مستخدميه، علقت مديرة قسم حرية التعبير العالمية في جمعية «إلكترونيك فرونتير» جيليان يورك، على الخطوة بالقول: «»تويتر» ليس فوق القانون». وأضافت انه على غرار سائر مواقع التواصل الاجتماعي التي تسمح للمشتركين بنشر تعليقات تعكس مواقفهم الخاصة، فهو عرضة لتلقي طلبات من الحكومات تتعلق بقانونية بعض المواد، ما يتركه أمام واحد من خيارين، إما الرفض والتعرض لخطر الحجب في بعض الدول، أو الامتثال للطلب وحذف التعليقات».
ودفع موضوع المقاطعة المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الى «التحذير» من ترويج الأكاذيب عبر «تويتر» خلال خطبة صلاة الجمعة في الرياض. كما تأتي خطوة المقاطعة تزامناً مع التشريعات الجديدة التي تسعى الولايات المتحدة الأميركية لسنها، والتي تنص على وضع حد لحرية مواقع الإنترنت عبر آلية مكافحة القرصنة.